بحـث
المواضيع الأخيرة
الزواج الرباني
صفحة 1 من اصل 1
الزواج الرباني
أخي القارئ الكريم : ان الزواج امر طبيعي لكل بني البشر خصوصا, ولغيرهم عموما, عندما يمرّ بالقنوات الشرعية والعرفية معا, وهذا مما لاعجب ولاتَعجّب فيه, ولكنّ العجب الحقيقي والواقعي يكمن ان يكون فيما لو انه خرج عن الاطر والقنوات المرسومة له, ويشتد العجب اكثر واكثر كلما وقع بطرق واساليب خارجة عن قدرت البشر، واهمها هو لو ان يتزوج شخص بامر وتسديد من السماء, بل وتحتفل سكان السماء بزواجهم قبل ان يحتفل سكان الارض بذلك, فمثل هكذا زواج لم تعهده البشرية جمعاء منذ بدء الخليقة الى يومنا الحاضر, إلا زواج واحد, حسب ما نُقل الينا تاريخيا, وهو ما حدث لعلي ع بزواجه من فاطمة الزهراء س فهذا ان دل على شئ دل على عضمت ومكانة المتزوجين لدى الباري سبحانه وتعالى, وان الباري جل شانه, زوجهما في السماء وشرفهما في الجنة قبل ان يتزوجا في الأرض, فهذه منقبة عظيمة وكرامة جليلة اختصوا بها عليهم السلام وقد نقلت هذه المنقبة روايات العامة والخاصة, ونحن نذكر بعض هذه الروايات في الزواج الميمون لتكتمل الفائدة .
زواجها عليها السلام في السماء
فقد روى عن النبيّ الاكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: إنّما أنا بشر مثلكم، أتزوّح فيكم وأُزوّجكم، إلاّ فاطمة، فإنّ تزويجها نزل من السماء. الكافي - الشيخ الكليني ج 5 ص 568 , من لايحضره الفقيه - الشيخ الصدوق ج 3 ص 393 , وسائل الشيعة (آل البيت ) - الحر العاملي ج 20 ص 74 , مكارم الأخلاق- الشيخ الطبرسي ص 204 , عيون المعجزات: ص48.
وروي ان رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: اوحى الله الي اني زوجت عليا فاطمة تحت شجرة طوبى فزوجه اياها فزوجت عليا فاطمة بامر الله تعالى. ( عيون المعجزات- حسين بن عبد الوهاب ص 48 )
وأخرج محب الدين الطبري في الذخاير " ص 31 عن علي قال , قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أتاني ملك فقال : يا محمد ؟ إن الله تعالى يقرأ عليك السلام ويقول لك : إني قد زوجت فاطمة ابنتك من علي بن أبي طالب في الملأ الأعلى فزوجها منه في الأرض. (الغدير - الشيخ الأميني ج 2 ص 315)
وحدث الغلابي يرفع الحديث برجاله الى ابي ذر قال دخلت فاطمة ( ع ) على النبي صلّى الله عليه وآله وقالت تعيرني نساء قريش ان اباك زوجك من علي وهو فقير فتبسم صلّى الله عليه وآله وقال والله لقد خاطبك مني اشراف قريش فما اجبتهم الى ذلك توقفا لخبر السماء فبينما انا في مسجدي في النصف من شهر رمضان إذ هبط علي جبرئيل ( ع ) وقال ان الله تعالى يقرءك السلام وقد جمع الكروبيين وحملة العرش تحت شجرة يقال لها طوبى وانا الخاطب والله الولي وزوج فاطمة من علي ( ع ) ثم قال للشجرة انثري فتناثرت لؤلؤ رطبا فبادر الحور يلتقطن فهن منها يلتقطن الى يوم القيامة ويقلن هذا نثار فاطمة بنت محمد صلّى الله عليه وآله وجعل مهرها نصف الدنيا... والحديث طويل اقتصرت على ثلث منه. ( عيون المعجزات- حسين بن عبد الوهاب ص 48 )
وعن جابر بن سمرة قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : أيها الناس هذا علي ابن أبى طالب وأنتم تزعمون انى زوجته ابنتى فاطمة ، ولقد خطبها إلي أشراف قريش فلم أجب ، كل ذلك أتوقع الخبر من السماء حتى جاءني جبرئيل ( ع ) ليلة أربع وعشرين من شهر رمضان ، فقال : يا محمد العلى الاعلى يقرأ عليك السلام ، وقد جمع الروحانيين والكروبيين في واد يقال له الافيح تحت شجرة طوبى ، وزوج فاطمة عليا وأمرني فكنت الخاطب ، والله تعالى الولى وأمر شجرة طوبى فحملت الحلى والحلل والدر والياقوت ثم نثرته ، وأمر الحور العين فاجتمعن فلقطن فهن يتهادينه إلى يوم القيامة ، ويقلن هذا نثار فاطمة. ( كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي ج 1 ص 377 , بحار الأنوار - العلامة المجلسي ج 43 ص 139 )
وعن علقمة عن عبد الله أنه قال : أصاب فاطمة ( عليها السلام ) ليلة صبيحة العرس رعدة فقال لها النبي ( صلى الله عليه وآله ) : زوجتك سيدا في الدنيا وإنه في الاخرة لمن الصالحين يا فاطمة لما أردت أن أملكك بعلي أمر الله شجر الجنان فحملت حليا وحللا وأمرها فنثرته على الملائكة ، فمن أخذ منه يومئذ شيئا أكثر مما أخذ منه صاحبه أو أحسن افتخر به على صاحبه إلى يوم القيامة ، قالت أم سلمة : فلقد كانت فاطمة تفتخر على النساء ، لان أول من خطب عليها جبرئيل. ( بحار الأنوار - العلامة المجلسي ج 43 ص 139 , الغدير - الشيخ الأميني ج 2 ص 315 )
وأخرج النسائي والخطيب في تأريخه 4 ص 129 بالإسناد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : أصاب فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله صبيح العرس رعدة فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله : يا فاطمة ؟ إني زوجتك سيدا في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين يا فاطمة ؟ إني لما أردت أن أملكك لعلي أمر الله جبريل فقام في السماء الرابعة فصف الملائكة صفوفا ثم خطب عليهم جبريل فزوجك من علي ثم أمر شجر الجنان فحملت الحلي والحلل ثم أمرها فنثرته على الملائكة ، فمن أخذ منهم يومئذ أكثر مما أخذ صاحبه أو أحسن افتخر به إلى يوم القيامة . قالت أم سلمة : فلقد كانت فاطمة تفخر على النساء حيث أول من خطب عليها جبريل . وذكره الكنجي في " الكفاية " ص 165 ثم قال : حديث حسن عال رزقناه عاليا . ومحب الدين في " الذخاير " ص 32. (الغدير - الشيخ الأميني ج 2 ص 315 ) وروى الصفوري في نزهة المجالس 2 ص 225 عن جبرئيل أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وآله : إن الله أمر رضوان أن ينصب منبر الكرامة على باب البيت المعمور وأمر ملكا يقال له : " راحيل " أن يصعده ، فعلا المنبر وحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله فارتجت السموات فرحا وسرورا ، وأوحى الله إلي أن أعقد عقدة النكاح ، فإني زوجت عليا بفاطمة أمتي بنت محمد رسولي ، فعقدت وأشهدت الملائكة وكتبت شهادتهم في هذه الحريرة ، وإني أمرت أن أعرضها عليك وأختمها بخاتم مسك أبيض وأدفعها إلى رضوان خازن الجنان. الغدير - الشيخ الأميني ج 2 ص 316.
يقول عبدالله بن مسعود: أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قال: يا فاطمة، زوّجتكِ سيّداً في الدنيا وإنّه في الآخرة لمن الصالحين. يا فاطمة، لمّا أراد الله تعالى أن أُملّككِ بعليّ، أمر الله جبريلَ فقام في السماء الرابعة فصفّ الملائكة صفوفاً، ثمّ خطب عليهم فزوّجكِ من عليّ. ثمّ أمر الله شجر الجنان فحملت الحليّ والحُلَل، ثمّ أمرها فنثرته على الملائكة، فمن أخذ منه شيئاً يومئذ أكثر ممّا أخذ غيره افتخر به إلى يوم القيامة. كما يروي عنه أبو نعيم في حلية الأولياء 59:5، والبغداديّ في تاريخ بغداد 29:4، وابن حجر في لسان الميزان 9:6، وغيرهم.
وعن جعفر بن محمد ( عليه السلام ) ، عن أبيه ، عن جده ، عن جابر ، قال : لما أراد رسول الله أن يزوج فاطمة عليا ( عليه السلام ) قال له : اخرج يا أبا الحسن إلى المسجد فإني خارج في أثرك ، ومزوجك بحضرة الناس ، وذاكر من فضلك ما تقر به عينك . قال علي : فخرجت من عند رسول الله وأنا ممتلئ فرحا وسرورا ، فاستقبلني أبو بكر وعمر ، فقالا : ما وراءك يا أبا الحسن ؟ فقلت : يزوجني رسول الله فاطمة ، وأخبرني أن الله قد زوجنيها ، وهذا رسول الله خارج في أثري ، ليذكر بحضرة الناس . ففرحا وسرا ، ودخلا معي المسجد . قال علي ( عليه السلام ) : فو الله ما توسطناه حتى لحق بنا رسول الله ، وإن وجهه ليتهلل فرحا وسرورا . فقال ( صلى الله عليه وآله ) : أين بلال ؟ فأجاب : لبيك وسعديك يا رسول الله . ثم قال : أين المقداد ؟ فأجاب : لبيك يا رسول الله . ثم قال : أين سلمان ؟ فأجاب : لبيك يا رسول الله . ثم قال : أين أبو ذر ؟ فأجاب : لبيك يا رسول الله ، فلما مثلوا بين يديه قال : انطلقوا بأجمعكم ، فقوموا في جنبات المدينة ، واجمعوا المهاجرين والانصار والمسلمين . فانطلقوا لامر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وأقبل رسول الله فجلس على أعلى درجة من منبره ، فلما حشد المسجد بأهله قام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فحمد الله وأثنى عليه ، وقال : الحمد لله الذي رفع السماء فبناها ، وبسط الارض فدحاها ، وأثبتها بالجبال فأرساها وأخرج منها ماءها ومرعاها ، الذي تعاظم عن صفات الواصفين ، وتجلل عن تحبير لغات الناطقين ، وجعل الجنة ثواب المتقين ، والنار عقاب الظالمين ، وجعلني رحمة للمؤمنين ، ونقمة على الكافرين. عباد الله ، إنكم في دار أمل ، بين حياة وأجل ، وصحة وعلل ، دار زوال ، وتقلب أحوال ، جعلت سببا للارتحال ، فرحم الله امرءا قصر من أمله ، وجد في عمله ، وأنفق الفضل من ماله ، وأمسك الفضل من قوته ، فقدمه ليوم فاقته . يوم تحشر فيه الاموات ، وتخشع فيه الاصوات ، وتنكر الاولاد والامهات ، * ( وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ) * (الحج 22 : 2 ) . * ( يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين ) * (النور 24 : 25 ) . * ( يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء وتود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ) * (آل عمران 3 : 30 ) . * ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) * (الزلزلة 99 : 7 - 8 ) . ليوم تبطل فيه الانساب ، وتقطع الاسباب ، ويشتد فيه على المجرمين الحساب ، ويدفعون إلى العذاب ، فمن زحزح على النار وادخل الجنة فقد فاز ، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور . أيها الناس ، إنما الانبياء حجج الله في أرضه ، الناطقون بكتابه ، العاملون بوحيه ، وإن الله عزوجل أمرني أن أزوج كريمتي فاطمة بأخي وابن عمي وأولى الناس بي : علي بن أبي طالب ، والله عز شأنه قد زوجه بها في السماء ، بشهادة الملائكة ، وأمرني أن ازوجه في الارض ، واشهدكم على ذلك . ثم جلس رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ثم قال : قم ، يا علي ، فاخطب لنفسك . قال : يا رسول الله ، أخطب وأنت حاضر ؟ ! قال : اخطب ، فهكذا أمرني جبرئيل أن آمرك أن تخطب لنفسك ، ولولا أن الخطيب في الجنان داود لكنت أنت يا علي . ثم قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : أيها الناس ، اسمعوا قول نبيكم ، إن الله بعث أربعة آلاف نبي ، لكل نبي وصي ، وأنا خير الانبياء ، ووصيي خير الاوصياء . ثم أمسك رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وابتدأ علي ( عليه السلام ) فقال : الحمد لله الذي ألهم بفواتح علمه الناطقين ، وأنار بثواقب عظمته قلوب المتقين ، وأوضح بدلائل أحكامه طرق السالكين ، وأبهج بابن عمي المصطفى العالمين ، حتى علت دعوته دعوة الملحدين ، واستظهرت كلمته على بواطل المبطلين ، وجعله خاتم النبيين ، وسيد المرسلين ، فبلغ رسالة ربه ، وصدع بأمره ، وبلغ عن الله آياته . والحمد لله الذي خلق العباد بقدرته ، وأعزهم بدينه ، وأكرمهم بنبيه محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، ورحم وكرم وشرف وعظم . والحمد لله على نعمائه وأياديه ، وأشهد أن لا إله إلا الله شهادة إخلاص ترضيه ، وصلى الله على محمد صلاة تزلفه وتحظيه . وبعد : فإن النكاح مما أمر الله ( تعالى ) به ، وأذن فيه ، ومجلسنا هذا مما قضاه ورضيه ، وهذا محمد بن عبد الله رسول الله زوجني ابنته فاطمة ، على صداق أربعمائة درهم ودينار ، وقد رضيت بذلك ، فاسألوه وأشهدوا . فقال المسلمون : زوجته يا رسول الله ؟ قال : نعم . قال المسلمون : بارك الله لهما وعليهما ، وجمع شملهما. ( دلائل الامامة- محمد بن جرير الطبري (الشيعي) ص 88 - نوادر المعجزات : 87 / 8 مدينة المعاجز ج2 ص332 , بحار الانوار ج100 ص269 )
وقال موسى بن جعفر عليهما السلام : بينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) جالس إذ دخل عليه ملك له اربعة وعشرون وجها ، فقال له رسول الله : حبيبي جبرئيل لم ارك في مثل هذه الصورة فقال الملك لست بجبرئيل انا محمود بعثنى الله تعالى ان ازوج النور من النور قال من ومن ؟ قال : فاطمة من علي فلما ولى الملك إذا بين كتفيه محمد رسول الله على وصيه فقال رسول الله منذ كم كتب هذا بين كتفيك ؟ فقال : من قبل ان يخلق الله عزوجل آدم باثنين وعشرين ألف سنة وقال أمير المؤمنين " عليه السلام " : دخلت أم ايمن على النبي وفى ملحفتها شئ فقال لها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ما معك يا أم أيمن ، فقالت : ان فلانة املكوها فنثروا عليها فاخذت من نثارها ، ثم بكت ام ايمن وقالت : يا رسول الله فاطمة زوجتها ولم تنثر عليها شيئا ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا ام ايمن لم تكذبين ، فان الله تعالى لما زوج فاطمة عليا أمر أشجار الجنة ان تنثر عليهم من حليها وحللها وياقوتها ودرها وزمردها واستبرقها فاخذوا منها ما لا يعلمون ، وقد نحل الله طوبى في مهر فاطمة فجعلها في منزل علي. (روضة الواعظين- الفتال النيسابوري صفحة 145)
عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : دخلت أم أيمن على النبي ( صلى الله عليه وآله ) وفي ملحفتها شئ ، فقال لها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ما معك ، يا أم أيمن ؟ فقالت : إن فلانة أملكوها ، فنثروا عليها ، فأخذت من نثارها . ثم بكت أم أيمن وقالت : يا رسول الله ، فاطمة زوجتها ولم تنثر عليها شيئا . فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا أم أيمن ، لم تكذبين ؟ فإن الله تبارك وتعالى لما زوجت فاطمة عليا ، أمر أشجار الجنة أن تنثر عليهم من حليها وحللها وياقوتها ودرها وزمردها واستبرقها ، فأخذوا منها مالا يعلمون ، ولقد نحل الله طوبى في مهر فاطمة ، فجعلها في منزل علي. ( الأمالي- الشيخ الصدوق ص 362 نقلا عن , تفسير العياشي 2 : 211 / 45 ، بحار الانوار ج43 : 98 / 10 ، و ج 100 ص 279 )
وعن أنس بن مالك ، قال : ورد عبد الرحمن بن عوف الزهري ، وعثمان بن عفان إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال له عبد الرحمن : يا رسول الله ، تزوجني فاطمة ابنتك ؟ وقد بذلت لها من الصداق مائة ناقة سوداء ، زرق الاعين ، محملة كلها قباطي مصر ، وعشرة آلاف دينار . ولم يكن مع رسول الله أيسر من عبد الرحمن وعثمان . قال عثمان : بذلت لها ذلك ، وأنا أقدم من عبد الرحمن إسلاما . فغضب النبي ( صلى الله عليه وآله ) من مقالتيهما ، ثم تناول كفا من الحصى ، فحصب به عبد الرحمن ، وقال له : إنك تهول علي بمالك ؟ قال : فتحول الحصى درا ، فقومت درة من تلك الدرر ، فإذا هي تفي بكل ما يملكه عبد الرحمن . وهبط جبرئيل ( عليه السلام ) في تلك الساعة ، فقال : يا أحمد ، إن الله ( تعالى ) يقرئك السلام ، ويقول : قم إلى علي بن أبي طالب ، فإن مثله مثل الكعبة يحج إليها ، ولا تحج إلى أحد . إن الله ( تعالى ) أمرني أن آمر رضوان خازن الجنة أن يزين الاربع جنان ، وأمر شجرة طوبى وسدرة المنتهى أن تحملا الحلي والحلل ، وأمر الحور العين أن يتزين ، وأن يقفن تحت شجرة طوبى وسدرة المنتهى ، وأمر ملكا من الملائكة ، يقال له ( راحيل ) وليس في الملائكة أفصح منه لسانا ، ولا أعذب منطقا ، ولا أحسن وجها ، أن يحضر إلى ساق العرش . فلما حضرت الملائكة والملك أجمعون ، أمرني أن أنصب منبرا من النور ، وأمر راحيل - ذلك الملك - أن يرقى ، فخطب خطبة بليغة من خطب النكاح ، وزوج عليا من فاطمة بخمس الدنيا لها ولولدها إلى يوم القيامة . وكنت أنا وميكائيل شاهدين ، وكان وليها الله ( تعالى ) . وأمر شجرة طوبى وسدرة المنتهى أن تنثرا ما فيهما من الحلي والحلل والطيب ، وأمر الحور أن يلقطن ذلك ، وأن يفتخرن به إلى يوم القيامة . وقد أمرك الله أن تزوجه بفاطمة في الارض ، وأن تقول لعثمان بن عفان : أما سمعت قولي في القرآن : * ( بسم الله الرحمن الرحيم * مرج البحرين يلتقيان * بينهما برزخ لا يبغيان ) * (الرحمن 55 : 19 - 20 ) وما سمعت في كتابي : * ( وهو الذى خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا ) * (الفرقان 25 : 54 ) فلما سمع النبي ( صلى الله عليه وآله ) كلام جبرئيل ( عليه السلام ) وجه خلف عمار بن ياسر وسلمان والعباس ، فأحضرهم ، ثم قال لعلي ( عليه السلام ) : إن الله ( تعالى ) قد أمرني أن ازوجك . فقال : يا رسول الله ، إني لا أملك إلا سيفي وفرسي ودرعي . فقال له النبي ( صلى الله عليه وآله ) : إذهب فبع الدرع . قال : فخرج علي ( عليه السلام ) فنادى على درعه ، فبلغت أربعمائة درهم ودينار . قال : فاشتراها دحية بن خليفة الكلبي ، وكان حسن الوجه ، لم يكن مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أحسن منه وجها . قال : فلما أخذ علي ( عليه السلام ) الثمن وتسلم دحية الدرع عطف دحية على علي ، فقال : أسألك يا أبا الحسن أن تقبل مني هذه الدرع هدية ، ولا تخالفني في ذلك . قال : فحمل الدرع والدراهم ، وجاء بهما إلى النبي ، ونحن جلوس بين يديه ، فقال له: يا رسول الله ، إني بعت الدرع بأربعمائة درهم ودينار ، وقد اشتراه دحية الكلبي ، وقد أقسم علي أن أقبل الدرع هدية ، وأيش تأمر ، أقبلها منه أم لا ؟ فتبسم النبي ( صلى الله عليه وآله ) وقال : ليس هو دحية ، لكنه جبرئيل ، وإن الدراهم من عند الله ليكون شرفا وفخرا لابنتي فاطمة . وزوجه النبي بها ، ودخل بعد ثلاث . قال : وخرج علينا علي ( عليه السلام ) ونحن في المسجد ، إذ هبط الامين جبرئيل وقد اهبط باترجة من الجنة ، فقال له : يا رسول الله ، إن الله يأمرك أن تدفع هذه الاترجة إلى علي بن أبي طالب . قال : فدفعها النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى علي ، فلما حصلت في كفه انقسمت قسمين : على قسم منها مكتوب : " لا إله الا الله ، محمد رسول الله ، علي أمير المؤمنين " . وعلى القسم الآخر مكتوب : " هدية من الطالب الغالب إلى علي بن أبي طالب. ( دلائل الامامة- محمد بن جرير الطبري (الشيعي) ص 82 , نوادر المعجزات 86 )
قال أمير المؤمنين " عليه السلام " : لقد هممت بتزويج فاطمة ابنة محمد عليهما السلام حينا ولم اتجرئ ان اذكر للنبى ( صلى الله عليه وآله ) وان ذلك يختلج في صدري ليلى ونهارى حتى دخلت على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : يا على قلت لبيك يا رسول الله قال : هل لك في التزويج ؟ قلت رسول الله اعلم وإذا هو يريد ان يزوجنى بعض نساء قريش وانى لخائف على فوت فاطمة فما شعرت بشئ إذ أتانى رسول رسول لله فقال لي اجب النبي واسرع فما رأينا رسول الله أشد فرحا منه اليوم قال : فأتيته مسرعا فإذا هو في حجرة ام سلمة فلما نظر إلي تهلل وجهه وتبسم حتى نظرت إلى بياض اسنانه تبرق فقال : ابشر يا علي فان الله تعالى قد كفانى ما كان من همى من أمر تزويجك قلت وكيف ذلك يا رسول الله ؟ قال : اتانى جبرئيل " عليه السلام " ومعه سنبل الجنة وقرنفلها فناولنيهما فاخذتهما فشممتهما فقلت : ما سبب هذا السنبل والقرنفل فقال ان الله تعالى أمر سكان الجنة من الملائكة ومن فيها ان يزينوا الجنان كلها بمغارسها واشجارها وثمارها وقصورها وأمر ريحها فهبت بأنواع العطر والطيب وأمر حور عينها بالقرائة فيها سورة طه وطواسين ويسن وحم عسق ثم نادى مناد من تحت العرش ألا ان اليوم يوم وليمة علي بن أبى طالب ألا انى اشهدكم انى قد زوجت فاطمة بنت محمد من علي بن أبى طالب رضى منى بعضهما لبعض ثم بعث الله تبارك وتعالى سحابا بيضاء فقطرت من لؤلؤها وزبرجدها ويواقيتها وقامت الملائكة فنثرت من سنبل الجنة وقرنفلها هذا مما نثرت الملائكة ثم أمر الله تبارك وتعالى ملكا من ملائكة الجنة يقال له : راحيل فليس في الملائكة ابلغ منه فقال اخطب يا راحيل فخطب خطبة لم يسمع بمثلها أهل السماء ولا أهل الارض ثم نادى مناد ألا يا ملائكتي وسكان جنتي باركوا علي بن أبى طالب حبيب محمد وفاطمة بنت محمد فقد باركت عليهما ألا انى زوجت احب النساء إلى من احب الرجال الي بعد النبيين والمرسلين فقال راحيل الملك يا رب وما بركتك فيهما باكثر مما رأينا لهما في جناتك ودارك فقال عزوجل ان من بركتى عليهما انى اجمعهما على محبتى واجعلهما حجة على خلقي وعزتي وجلالى لاخلقن منهما خلقا ولانشئن فيهما ذرية اجعلهم خزاني في أرضى ومعادن لعلمي ودعاة إلى دينى بهم احتج على خلقي بعد النبيين والمرسلين فابشر يا علي فان الله تعالى اكرمك كرامة لم يكرم بمثلها أحدا وقد زوجتك ابنتى فاطمة على ما زوجك الرحمن وقد رضيت بما رضى الله لها فدونك اهلك فانك احق بها منى ولقد اخبرني جبرئيل " عليه السلام " ان الجنة مشتاقة اليكما ، ولولا ان الله عزوجل قدر أن يخرج منكما ما يتخذه على الخلق حجة لاجاب فيكما الجنة واهلها فنعم الاخ أنت ونعم الختن انت ونعم الصاحب انت وكفاك برضى الله رضا ، قال علي " عليه السلام " : فقلت يا رسول الله بلغ من قدري حتى انى ذكرت في الجنة وزوجني الله في ملائكته فقال ( صلى الله عليه وآله ) ان الله تعالى إذا اكرم وليه واحبه اكرمه بما لا عين رأت ولا اذن سمعت فاختار الله لك يا علي فقال " عليه السلام " : رب أوزعني ان اشكر نعمتك التى انعمت علي ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) آمين. (روضة الواعظين- الفتال النيسابوري صفحة 144, عيون اخبار الرضا (ع) ج2 ص201 , الامالي 654 , البحار ج43 ص101 , مسند الامام الرضا (ع) ج1 ص139 )
سنان بن شفعلة الاوسي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثني جبريل أن الله تعالى لما زوج فاطمة عليا أمر رضوان فأمر شجرة طوبى فحملت رقاقا بعدد محبي آل بيت محمد. (الإصابة - ابن حجر ج 3 ص 157 )
وفي كتاب مودة القربى للسيد علي الهمداني ( قدس الله سره ووهب لنا بركاته وفيوضاته ) : أخرج أبو بكر الخوارزمي في كتابه المناقب : عن موسى بن علي القرشي عن قنبر بن أحمد عن بلال بن حمام رضى الله عنه قال : طلع علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم متبسما ضاحكا ، وجهه كدائرة القمر ليلة البدر ، فقام إليه عبد الرحمن بن عوف فقال : يا رسول الله ما هذا النور الذي رأينا في وجهك المكرم قال : بشارة أتتني من ربي في أخي وابن عمي وقي ابنتي ؟ بأن الله - تبارك وتعالى - زوج عليا بفاطمة ، وأمر رضوان خازن الجنان بهز شجرة طوبى ، فهزها ، فحملت رقاقا - يعني صكاكا - بعدد محبي أهل البيت ، وأنشأ الله تحتها ملائكة خلقها من النور وأصاب لكل ملك صك ، فإذا قامت القيامة نادت الملائكة في الخلائق ، فلا يبقى محب لأهل بيتي إلا دفعت إليه الملائكة صكا فيه فكاكه من النار ، فصار ابن عمي وابنتي سبب فكاك رقاب الرجال والنساء من أمتي من النار . أيضا في جواهر العقدين هذا الحديث مسطور بلفظه. ( ينابيع المودة لذوي القربى - القندوزي ج 2 ص 66 , نقلا عن , مودة القربى : 36 . مائة منقبة لابن شاذان : 152 المنقبة 92 . جواهر العقدين 2 / 253 . المنا قب للخوارزمي 341 .
وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) اتانى ملك فقال : يا محمد ان الله يقرأ عليك السلام ويقول قد زوجت فاطمة من علي فزوجها منه ، وقد أمر شجرة طوبى تحمل الدر والياقوت والمرجان وان أهل السماء قد فرحوا لذلك وسيولد لها ولدان سيدا شباب أهل الجنة وبهم بتزين أهل الجنة فأبشر يا محمد فانك خير الاولين والآخرين . وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لو لم يخلق الله علي بن أبى طالب لما كان لفاطمة كفو. (روضة الواعظين- الفتال النيسابوري صفحة 146)
وعن أبي ذرّ، قال: دخلت فاطمة (عليها السلام) على النبيّ (صلى الله عليه وآله) وقالت: تعيّرني نساء قريش إنّ أباك زوّجك من عليّ وهو فقير، فتبسّم (صلى الله عليه وآله) وقال: والله لقد خطبك إليَّ أشراف قريش فما اجبتهم إلى ذلك توقعاً لخبر السّماء، فبينما أنا في مسجدي في النّصف من شهر رمضان، إذ هبط عليَّ جبرئيل (عليه السلام) وقال: إنّ الله تعالى يقرؤك السّلام، وقد جمع الكرّوبيّن، وحملة العرش تحت شجرة يقال لها: طوبى، وأنا الخاطب، والله الولي، وزوّج فاطمة من عليّ (عليهما السلام) . ثمّ قال سبحانه للشّجرة: انثري ; فتناثرت لؤلؤاً رطبا، فتبادر الحور يلتقطنّ (وهنّ يتهادينه) إلى يوم القيامة، ويقلن: هذا نثار فاطمة بنت محمّد (صلى الله عليه وآله) وجعل مهرها نصف الدّنيا.(والخبر طويل، اقتصرت على نكت منه، وروى في ذلك أخبار وأحاديث طويلة). عيون المعجزات: ص164 ح6.
خطبة النبي(ص) لما اراد تزويج فاطمة عليها السلام من علي (ع)
واما خطبة النبي لما اراد تزويج فاطمة من علي عليهم السلام الحمد لله المحمود بنعته ، المعبود بقدرته المطاع بسلطانه المرهوب من عذابه المرغوب فيما عنده النافذ أمره في سمائه وارضه الذى خلق الخلق بقدرته ، وميزهم باحكامه واعزهم بدينه واكرمهم بنبيه محمد . ثم ان الله تعالى جعل المصاهرة نسبا لاحقا وأمرا مفترضا ، وشج به الارحام والزمه الانام . قال الله تعالى : ( وهو الذى خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا ، وكان ربك قديرا أمر الله يجرى إلى قضائه ، وقضاؤه يجرى إلى قدره ، ولكل قضاء قدر ولكل قدر أجل يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ) ثم ان ربى أمرنى ان ازوج فاطمة من علي بن أبى طالب ، وقد زوجتها إياه على اربعمائة مثقال فضة ان رضى بذلك علي وكان على بعثه في حاجة ثم انه ( صلى الله عليه وآله ) دعا بطبق من تمر فوضعه بين ايدينا ثم قال انتهبوا فبينا نحن ننتهب إذ دخل علي " عليه السلام " فتبسم النبي ( صلى الله عليه وآله ) في وجهه ثم قال يا علي ان ربى عزوجل أمرنى ان ازوجك فاطمة وقد زوجتك إياها على اربعمائة مثقال فضة ان رضيت يا علي قال : رضيت يا رسول الله ثم ان عليا خر ساجدا شكرا لله تعالى فلما رفع رأسه قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : بارك الله عليكما وبارك فيكما واسعد جدكما واخرج منكم الكثير الطيب. (روضة الواعظين- الفتال النيسابوري صفحة 146)
مهر فاطمة عليها السلام
اخي القارء اللبيب رحمك الله : اما خبر مهرها, فهو كذلك مما يجلب الانتباه والغربة والعجب , فلاباس بالمرور على ما روى بصدده والاطلاع على ما دون في خبره . قال علي ( عليه السلام ) : لما أتيت رسول الله خاطبا ابنته فاطمة ، قال : وما عندك تنقدني ؟ قلت له : ليس عندي إلا بعيري وفرسي ودرعي . قال : أما فرسك فلابد لك منه ، تقاتل عليه ، وأما بعيرك فحامل أهلك ، وأما درعك فقد زوجك الله بها . قال علي : فخرجت من عنده والدرع على عاتقي الايسر ، فذهبت إلى سوق الليل فبعتها بأربعمائة درهم سود هجرية ، ثم أتيت بها إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) فصببتها بين يديه ، فو الله ما سألني عن عددها ، وكان رسول الله سري الكف ، فدعا بلالا وملا قبضته ، فقال : يا بلال ، ابتع بها طيبا لابنتي فاطمة . ثم دعا ام سلمة وقال لها : يا ام سلمة ، ابتاعي لابنتي فراشا من حلس مصر ، واحشيه ليفا ، واتخذي لها مدرعة وعباءة قطوانية ، ولا تتخذي أكثر من ذلك فيكونا من المسرفين . وصبرت أياما ما أذكر لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) شيئا من أمر ابنته ، حتى دخلت على ام سلمة ، فقالت لي : يا علي ، لم لا تقول لرسول الله يدخلك على أهلك ؟ قال : قلت : أستحي منه أن أذكر له شيئا من هذا . فقالت ام سلمة : ادخل عليه ، فإنه سيعلم ما في نفسك . قال علي : فدخلت عليه ، ثم خرجت ، ثم دخلت ثم خرجت ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أحسبك أنك تشتهي الدخول على أهلك ؟ قال : قلت : نعم ، فداك أبي وامي يا رسول الله فقال ( صلى الله عليه وآله ) : غدا إن شاء الله ( تعالى ) . (دلائل الامامة- محمد بن جرير الطبري (الشيعي) ص 86 )
وقال الحسين بن علي عليهما السلام : لما زوج فاطمة عليا على اربعمائة وثمانين درهما فأمره النبي ( صلى الله عليه وآله ) ان يجعل ثلثيها في العطر ، وثلثا في الثياب فدخل بهما وما لهما فراش إلا فروة اضحية رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ووسادة من أدم حشوها ليف . (روضة الواعظين- الفتال النيسابوري صفحة 145)
وروى انه جهز رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فاطمة عليها السلام في حبل وقربة ووسادة حشوها اذخر . وقيل لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : قد علمنا مهر فاطمة في الارض فما مهرها في السماء فقال : سل ما يعنيك ودع مالا يعنيك قيل هذا مما يعنينا يا رسول الله قال : كان مهرها في السماء خمس الارض فمن مشى عليها مبغضا لها أو لولدها مشى عليها حراما إلى ان تقوم الساعة. (روضة الواعظين- الفتال النيسابوري صفحة 146, الكافي - الشيخ الكليني ج 5 ص 377 )
عن ابن أبي يعفور قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : إن عليا تزوج فاطمة ( عليهما السلام ) على جرد برد ودرع وفراش كان من أهاب كبش. (قال الجوهرى : الجرد - بالفتح - : البردة المتجردة الخلق انتهى). ( الكافي - الشيخ الكليني ج 5 ص 377 )
عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : كان صداق فاطمة ( عليها السلام ) جرد برد حبرة ودرع حطمية وكان فراشها أهاب كبش يلقيانه ويفرشانه وينامان عليه. (وسائل الشيعة (آل البيت ) - الحر العاملي ج 21 ص 251 , الكافي - الشيخ الكليني ج 5 ص 378 , عنه , مناقب آل ابي طالب - ابن شهر آشوب ج 3 ص 128 , بحار الأنوار - العلامة المجلسي ج 43 ص 113)
وروى ان مهر فاطمة عليها السلام خمسمائة درهم وهو اصح من جميع ما ذكرنا واولى . وأنشد : قالت فمن بات فوق الفراش فدى * فقلت اثبت خلق الله في الوهل قالت فمن زوج الزهراء فاطمة * فقلت افضل ما حاف ومنتعل. (روضة الواعظين- الفتال النيسابوري صفحة 148)
ليلة الزفاف المبارك
اخي المتصفح الكريم ايدك الله : اقول لاباس بالاطلاع ولو اجمالا على ليلة زفاف النور من النور علي الامير من فاطمة البتول .
قال ابن عباس : لما كانت الليلة التى زفت فاطمة كان رسول الله قدامها وجبرئيل عن يمينها وميكائيل عن يسارها وسبعون الف ملك عليهم السلام عن خلفها يسبحون ويقدسون حتى طلع الفجر . وأنشد : سلام على الطهر الزكية فاطم * سلام على اولادها الانجم الزهر. (روضة الواعظين- الفتال النيسابوري صفحة 146)
وعن حدثنا موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن جده محمد الباقر ( عليهم السلام ) ، عن جابر بن عبد الله الانصاري ، قال : لما زوج رسول الله فاطمة من علي أتاه اناس من قريش فقالوا إنك زوجت عليا بمهر قليل ! فقال : ما أنا زوجت عليا ، ولكن الله زوجه ليلة اسري بي إلى السماء ، فصرت عند سدرة المنتهى ، أوحى الله إلى السدرة : أن انثري ما عليك ، فنثرت الدر والجوهر والمرجان ، فابتدر الحور العين فالتقطن ، فهن يتهادينه ويتفاخرن به ، ويقلن : هذا من نثار فاطمة بنت محمد . فلما كانت ليلة الزفاف ، أتى النبي ببغلته الشهباء ، وثنى عليها قطيفة ، وقال لفاطمة : اركبي . وأمر سلمان أن يقودها ، والنبي يسوقها ، فبينا هم في بعض الطريق إذ سمع النبي وجبة ، فإذا هو بجبرئيل في سبعين ألفا من الملائكة ، وميكائيل في سبعين ألفا ، فقال النبي : ما أهبطكم إلى الارض ؟ ! قالوا : جئنا نزف فاطمة إلى زوجها علي ابن أبي طالب . فكبر جبرئيل وميكائيل ، وكبرت الملائكة ، ، وكبر رسول الله ، فوقع التكبير على العرائس من تلك الليلة . قال علي ( عليه السلام ) : ثم دخل إلى منزله ، فدخلت إليه ، ودنوت منه ، فوضع كف فاطمة الطيبة في كفي وقال : ادخلا المنزل ، ولا تحدثا أمرا حتى آتيكما . قال علي : فدخلت أنا وهي المنزل ، فما كان إلا أن دخل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وبيده مصباح ، فوضعه في ناحية المنزل ، ثم قال : يا علي ، خذ في ذلك القعب ماء من تلك الشكوة. قال : ففعلت ، ثم أتيته به ، فتفل فيه ( صلى الله عليه وآله ) تفلات ، ثم ناولني القعب ، فقال : اشرب . فشربت ، ثم رددته إلى رسول الله ، فناوله فاطمة ، ثم قال : اشربي حبيبتي فجرعت منه ثلاث جرعات ، ثم ردته إلى أبيها ، فأخذ ما بقي من الماء ، فنضحه على صدري وصدرها ، ثم قال : * ( إنما يريد الله ليذهب ) * (الاحزاب 33 : 33 ) إلى آخر الآية . ثم رفع يديه وقال : يا رب ، إنك لم تبعث نبيا إلا وقد جعلت له عترة ، اللهم فاجعل عترتي الهادية من علي وفاطمة . ثم خرج . قال علي : فبت بليلة لم يبت أحد من العرب بمثلها ، فلما أن كان في آخر السحر أحسست بحس رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) معنا ، فذهبت لانهض ، فقال لي : مكانك يا علي ، أتيتك في فراشك رحمك الله . فأدخل ( صلى الله عليه وآله ) رجليه معنا في الدثار ، ثم أخذ مدرعة كانت تحت رأس فاطمة ، ثم استيقظت فاطمة فبكى ، وبكت ، وبكيت لبكائهما ، فقال لي : ما يبكيك يا علي ؟ قال : قلت : فداك أبي وأمي ، لقد بكيت وبكت فاطمة ، فبكيت لبكائكما قال نعم : أتاني جبرئيل فبشرني بفرخين يكونان لك ، ثم عزيت بأحدهما ، وعرفت أنه يقتل غريبا عطشانا . فبكت فاطمة حتى علا بكاؤها ، ثم قالت : يا أبه ، لم يقتلوه وأنت جده ، وأبوه علي ، وأنا امه ؟ قال : يا بنية ، لطلبهم ( 1 ) الملك ، أما إنه سيظهر عليهم سيف لا يغمد إلا على يد المهدي من ولدك . يا علي ، من أحبك وأحب ذريتك فقد أحبني ، ومن أحبني أحبه الله ، ومن أبغضك وأبغض ذريتك فقد أبغضني ، ومن أبغضني أبغضه الله ، وأدخله النار. (دلائل الامامة- محمد بن جرير الطبري (الشيعي) ص100) .
وعن علي بن موسى الرضا ، عن أبيه ، عن جده جعفر ، عن أبيه الباقر ( عليهم السلام ) ، قال : حدثني جابر ابن عبد الله الانصاري ، قال : لما كانت الليلة التي أهدى فيها رسول الله فاطمة إلى علي ( عليهم السلام ) ، دعا بعلي فأجلسه عن يمينه ، ودعا بها ( عليها السلام ) فأجلسها عن شماله ، ثم جمع رأسيهما ، ثم قام ، وقاما وهو بينهما ، يريد منزل علي ( عليه السلام ) ، فكبر جبرئيل في الملائكة ، فسمع النبي التكبير ، فكبر وكبر المسلمون ، وهو أول تكبير كان في زفاف ، فصارت سنة . ( نوادر المعجزات : 94 / 14 ، مدينة المعاجز : 148 وقطعة منه في زمن لا يحضره الفقيه 3 : 253 / 1 ، وأمالي الطوسي 1 : 263 دلائل الامامة- محمد بن جرير الطبري (الشيعي) ص 100) .
وعن موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن جده محمد الباقر ( عليهم السلام ) ، عن جابر بن عبد الله الانصاري ، قال : لما زوج رسول الله فاطمة من علي أتاه اناس من قريش فقالوا إنك زوجت عليا بمهر قليل ! فقال : ما أنا زوجت عليا ، ولكن الله زوجه ليلة اسري بي إلى السماء ، فصرت عند سدرة المنتهى ، أوحى الله إلى السدرة : أن انثري ما عليك ، فنثرت الدر والجوهر والمرجان ، فابتدر الحور العين فالتقطن ، فهن يتهادينه ويتفاخرن به ، ويقلن : هذا من نثار فاطمة بنت محمد . فلما كانت ليلة الزفاف ، أتى النبي ببغلته الشهباء ، وثنى عليها قطيفة ، وقال لفاطمة : اركبي . وأمر سلمان أن يقودها ، والنبي يسوقها ، فبينا هم في بعض الطريق إذ سمع النبي وجبة ، فإذا هو بجبرئيل في سبعين ألفا من الملائكة ، وميكائيل في سبعين ألفا ، فقال النبي : ما أهبطكم إلى الارض ؟ ! قالوا : جئنا نزف فاطمة إلى زوجها علي(روضة الواعظين- الفتال النيسابوري صفحة 100)
وروي الغلابي يرفع الحديث برجاله الى جابر بن عبد الله الانصاري انه قال قالت أم ايمن لما زفت فاطمة الى علي ( ع ) قام رسول الله صلّى الله عليه وآله ومعه جماعة من اهل بيته واصحابه فلما اخذ علي ( ع ) بيد فاطمة ومضى بها كبر جبرئيل في السماء فسمع النبي التكبير فكبر وكبر اهل البيت واصحابه فهو اول تكبير كان في الزفاف فصار التكبير في الزفاف سنة . (عيون المعجزات- حسين بن عبد الوهاب ص 51 )
عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ( عليه السلام ) ، قال : لما زفت فاطمة إلى علي ( عليه السلام ) ، نزل جبرئيل وميكائيل وإسرافيل ، ونزل منهم سبعون ألف ملك . قال : فقدمت بغلة رسول الله ( دلدل ) وعليها شملة ، قال فأمسك جبرئيل باللجام ، وأمسك إسرافيل بالركاب ، وأمسك ميكائيل بالثفر ( 1 ) ، ورسول الله يسوي عليها ثيابها ، فكبر جبرئيل ، وكبر إسرافيل ، وكبر ميكائيل ، وكبرت الملائكة ، وجرت به السنة بالتكبير في الزفاف إلى يوم القيامة . ( مدينة المعاجز : 2 /351, كشف الغمة 1 : 368- دلائل الامامة- محمد بن جرير الطبري (الشيعي) ص103) .
عن جابر بن عبد الله الانصاري ، قال : لما زوج رسول الله فاطمة من علي أتاه اناس من قريش فقالوا إنك زوجت عليا بمهر قليل ! فقال : ما أنا زوجت عليا ، ولكن الله زوجه ليلة اسري بي إلى السماء ، فصرت عند سدرة المنتهى ، أوحى الله إلى السدرة : أن انثري ما عليك ، فنثرت الدر والجوهر والمرجان ، فابتدر الحور العين فالتقطن ، فهن يتهادينه ويتفاخرن به ، ويقلن : هذا من نثار فاطمة بنت محمد . فلما كانت ليلة الزفاف ، أتى النبي ببغلته الشهباء ، وثنى عليها قطيفة ، وقال لفاطمة : اركبي . وأمر سلمان أن يقودها ، والنبي يسوقها ، فبينا هم في بعض الطريق إذ سمع النبي وجبة ، فإذا هو بجبرئيل في سبعين ألفا من الملائكة ، وميكائيل في سبعين ألفا ، فقال النبي : ما أهبطكم إلى الارض ؟ ! قالوا : جئنا نزف فاطمة إلى زوجها علي ابن أبي طالب . فكبر جبرئيل وميكائيل ، وكبرت الملائكة ، ، وكبر رسول الله ، فوقع التكبير على العرائس من تلك الليلة . قال علي ( عليه السلام ) : ثم دخل إلى منزله ، فدخلت إليه ، ودنوت منه ، فوضع كف فاطمة الطيبة في كفي وقال : ادخلا المنزل ، ولا تحدثا أمرا حتى آتيكما . قال علي : فدخلت أنا وهي المنزل ، فما كان إلا أن دخل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وبيده مصباح ، فوضعه في ناحية المنزل ، ثم قال : يا علي ، خذ في ذلك القعب ماء من تلك الشكوة. قال : ففعلت ، ثم أتيته به ، فتفل فيه ( صلى الله عليه وآله ) تفلات ، ثم ناولني القعب ، فقال : اشرب . فشربت ، ثم رددته إلى رسول الله ، فناوله فاطمة ، ثم قال : اشربي حبيبتي فجرعت منه ثلاث جرعات ، ثم ردته إلى أبيها ، فأخذ ما بقي من الماء ، فنضحه على صدري وصدرها ، ثم قال : * ( إنما يريد الله ليذهب ) * إلى آخر الآية (الاحزاب 33 : 33 ) . ثم رفع يديه وقال : يا رب ، إنك لم تبعث نبيا إلا وقد جعلت له عترة ، اللهم فاجعل عترتي الهادية من علي وفاطمة . ثم خرج . قال علي : فبت بليلة لم يبت أحد من العرب بمثلها ، فلما أن كان في آخر السحر أحسست بحس رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) معنا ، فذهبت لانهض ، فقال لي : مكانك يا علي ، أتيتك في فراشك رحمك الله . فأدخل ( صلى الله عليه وآله ) رجليه معنا في الدثار ، ثم أخذ مدرعة كانت تحت رأس فاطمة ، ثم استيقظت فاطمة فبكى ، وبكت ، وبكيت لبكائهما ، فقال لي : ما يبكيك يا علي ؟ قال : قلت : فداك أبي وأمي ، لقد بكيت وبكت فاطمة ، فبكيت لبكائكما . قال نعم : أتاني جبرئيل فبشرني بفرخين يكونان لك ، ثم عزيت بأحدهما ، وعرفت أنه يقتل غريبا عطشانا . فبكت فاطمة حتى علا بكاؤها ، ثم قالت : يا أبه ، لم يقتلوه وأنت جده ، وأبوه علي ، وأنا امه ؟ قال : يا بنية ، لطلبهم الملك ، أما إنه سيظهر عليهم سيف لا يغمد إلا على يد المهدي من ولدك . يا علي ، من أحبك وأحب ذريتك فقد أحبني ، ومن أحبني أحبه الله ، ومن أبغضك وأبغض ذريتك فقد أبغضني ، ومن أبغضني أبغضه الله ، وأدخله النار. (دلائل الامامة- محمد بن جرير الطبري (الشيعي) ص 100 )
عن جابر بن عبد الله ، قال : لما زوج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فاطمة ( عليها السلام ) من علي ( عليه السلام ) أتاه ناس من قريش فقالوا : إنك زوجت عليا بمهر خسيس ؟ فقال : ما أنا زوجت عليا ، ولكن الله ( عزوجل ) زوجه ، ليلة أسري بي عند سدرة المنتهى ، أوحى الله إلى السدرة : أن انثري ما عليك ، ونثرت الدر والجواهر والمرجان ، فابتدر الحور العين فالتقطن ، فهن يتهادينه ويتفاخرن به ويقلن : هذا من نثار فاطمة بنت محمد ( عليهما السلام ) . فلما كانت ليلة الزفاف أتى النبي ( صلى الله عليه واله ) ببغلته الشهباء ، وثنى عليها قطيفة ، وقال لفاطمة : اركبي ، وأمر سلمان أن يقودها والنبي ( عليه السلام ) يسوقها ، فبينما هو في بعض الطريق إذ سمع النبي ( صلى الله عليه وآله ) وجبة ، فإذا بجبرئيل ( عليه السلام ) في سبعين ألفا ، وميكائيل في سبعين ألفا ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ما أهبطكم إلى الارض ؟ قالوا : جئنا نزف فاطمة إلى زوجها علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فكبر جبرئيل ، وكبر ميكائيل ، وكبرت الملائكة ، وكبر محمد ( صلى اللة عليه واله ) ، فوقع التكبير على العرائس من تلك الليلة . (الأمالي- الشيخ الطوسي ص 257 )
خبر الوليمة
اخي المتتبع الحاذق رحمك الله : يمنك ان تجيزنا بالاطلاع العابر على خبر الوليمة وكيف كانت وما جرى فيها .
فعن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام ، قال : لما زوج رسول الله صلى الله عليه وآله فاطمة عليها السلام بعلي عليه السلام قال حين عقد العقد : من حضر نكاح علي فليحضر طعامه . قال : فضحك المنافقون ، وقالوا : إن الذين حضروا العقد حشر من الناس ، وإن محمدا سيضع طعاما لا يكفي عشرة اناس ، فسيفتضح محمد اليوم. وبلغ ذلك إليه ، فدعا بعميه حمزة والعباس ، وأقامهما على باب داره وقال لهما : أدخلا الناس عشرة عشرة . وأقبل على علي وعقيل فأزرهما ببردين يمانيين ، وقال : انقلا على أهل التوحيد الماء ، واعلم - يا علي - أن خدمتك للمسلمين أفضل من كرامتك لهم. قال : وجعل الناس يردون عشرة عشرة ، فيأكلون ويصدرون حتى أكل الناس من طعامه ثلاثة أيام ، والنبي صلى الله عليه وآله يجمع بين الصلاتين: الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة . وجعل الناس يصدرون ، فعندها قال النبي : اين عمي العباس ؟ فأجابه : لبيك يا رسول الله . قال النبي : يا عم ، مالي أرى الناس يصدرون ولا يردون ؟ ! قال : يا ابن أخي ، ما في المدينة مؤمن إلا وقد أكل من طعامك ، حتى ان جماعة من المشركين دخلوا في عداد المؤمنين ، فأحببنا أن لا نمنعهم ليروا ما أعطاك الله تعالى من المنزلة العظيمة والدرجة الرفيعة . قال النبي : يا عم ، أتعرف عدد القوم ؟ قال : لا علم لي ، ولكن إن أردت أن تعرف عدد القوم فعليك بعمك حمزة . فنادى النبي : أين عمي حمزة ؟ فأقبل يسعى ، وهو يجر سيفه على الصفا - وكان لا يفارقه سيفه شفقة على دين الله - فلما دخل على النبي رآه ضاحكا ، فقال له النبي : مالي أرى الناس يصدرون ولا يردون ؟ قال : لكرامتك على ربك ، اطعم الناس من طعامك حتى ما تخلف عنه موحد ولا ملحد . قال : كم طعم منهم ؟ هل تعرف عددهم ؟ قال : والله ، ما شذ علي رجل واحد ، أكل من طعامك في أيامك تلك بعدة ثلاثة آلاف وعشرة اناس من المسلمين ، وثلاثمائة رجل من المنافقين . فضحك النبي صلى الله عليه وآله حتى بدت نواجذه . ثم دعا بصحاف ، وجعل يغرف فيها ويبعث به مع عبد الله بن الزبير و عبد الله ابن عقبة إلى بيوت الارامل والضعفاء والمساكين من المسلمين والمسلمات ، والمعاهدين والمعاهدات ، حتى لم يبق يومئذ بالمدينة دار ولا منزل إلا ادخل إليه من طعام النبي صلى الله عليه وآله ثم نادى : هل فيكم رجل يعرف المنافقين ؟ فأمسك الناس ، فنادى الثانية فلم يجبه أحد ، فنادى : أين حذيفة بن اليمان . قال حذيفة : وكنت في هم من العلة ، وكانت الهراوة بيدي ، وكنت أميل ضعفا ، فلما نادى باسمي لم أجد بدا أن ناديت : لبيك يا رسول الله . وجعلت أدب فلما وقفت بين يديه ، قال : يا حذيفة ، هل تعرف المنافقين ؟ قال حذيفة : ما المسؤول أعلم بهم من السائل . قال : يا حذيفة ، ادن مني فدنا حذيفة من النبي ، فقال النبي : استقبل القبلة بوجهك . قال حذيفة : فاستقبلت القبلة بوجهي ، فوضع النبي يمينه بين منكبي ، فلم يستتم وضع يمينه بين كتفي حتى وجدت برد أنامل النبي في صدري ، وعرفت المنافقين بأسمائهم وأسماء آبائهم وامهاتهم ، وذهبت العلة من جسدي ، ورميت بالهراوة من يدي ، وأقبل علي النبي فقال : انطلق حتى تأتيني بالمنافقين رجلا رجلا . قال حذيفة : فلم أزل اخرجهم من أوطانهم ، فجمعتهم في منزل النبي وحول منزله ، حتى جمعت مائة رجل واثنين وسبعين رجلا ، ليس فيهم رجل يؤمن بالله و يقر بنبوة رسوله . قال : فأقبل النبي على علي عليه السلام وقال : احمل هذه الصحفة إلى القوم . قال علي : فأتيت لاحمل الصحفة ، فلم أقدر عليها ، فأستعنت بأخي جعفر وبأخي عقيل ، فلم أقدر عليها ، فلم نزل نتكامل حول الجفنة إلى أن صرنا أربعين رجلا فلم نقدر عليها ، والنبي قائم على باب الحجرة ينظر إلينا ويتبسم ، فلما أن علم أن لا طاقة لنا بها ، قال : تباعدوا عنها ، فتباعدنا فطرح ذيل بردته على عاتقه ، وجعل كفه تحت الصحفة وشالها إلى منكبه ، وجعل يجري بها كما ينحدر سحاب في صبب فوضع الصحفة بين أيدي المنافقين ، وكشف الغطاء عنها ، والصحفة على حالها لم ينقص منها ، ولا خردلة واحدة ، ببركة رسول الله صلى الله عليه وآله ، فلما نظر المنافقون إلى ذلك قال بعضهم لبعض ، وأقبل الاصاغر على الاكابر وقالوا : لا جزيتم عنا خيرا ، أنتم صددتمونا عن الهدى بعد إذ جاءنا ، تصدونا عن دين محمد ، ولا بيان أوثق مما رأينا ، ولا شرح أوضح مما سمعنا ؟ ! وأنكر الاكابر على الاصاغر ، فقالوا لهم : لا تعجبوا من هذا ، فإن هذا قليل من سحر محمد . فلما سمع النبي مقالتهم حزن حزنا شديدا ، ثم أقبل عليهم فقال : كلوا ، لا أشبع الله بطونكم . فكان الرجل منهم يلتقم اللقمة من الصحفة ويهوي بها إلى فيه ، فيلوكها لوكا شديدا ، يمينا وشمالا ، حتى إذا هم ببلعها خرجت اللقمة من فيه ، كأنها حجر . فلما طال ذلك عليهم ضجوا بالبكاء والنحيب ، وقالوا : يا محمد . قال النبي : يا محمد ! قالوا : يا أبا القاسم . قال النبي : يا أبا القاسم ! قالوا : يا رسول الله . قال النبي : لبيكم . وكان صلى الله عليه وآله إذا نودي باسمه يا أحمد يا محمد ، أجاب بهما ، وإذا نودي بكنيته ، أجاب بها ، وإذا نودي بالرسالة والنبوة أجاب بالتلبية . فقال النبي : ما الذي تريدون ؟ قالوا : يا محمد ، التوبة التوبة ، ما نعود - يا محمد في نفاقنا أبدا . فقام النبي على قدميه ، ورفع يديه إلى السماء ، ونادى : اللهم إن كانوا صادقين فتب عليهم ، وإلا فأرني فيهم آية لا تكون مسخا ولا قردا . لانه رحيم بامته . قال : فما اشبه ذلك اليوم إلا بيوم القيامة ، كما قال الله عزوجل : * يوم تبيض وجوه وتسود وجوه * (آل عمران 3 : 106 ) فأما من آمن بالنبي فصار وجهه كالشمس عند ضيائها ، وكالقمر في نوره . وأما من كفر من المنافقين ، وانقلب إلى النفاق والشقاق ، فصار وجهه كالليل في ظلامه . وآمن بالنبي مائة رجل ، وانقلب إلى الشقاق والنفاق اثنان وسبعون رجلا ، فاستبشر النبي بإيمان من آمن . وقال : لقد هدى الله هؤلاء ببركة علي وفاطمة . وخرج المؤمنون متعجبون من بركة الصحفة ومن أكل منها من الناس . فأنشد اب
زواجها عليها السلام في السماء
فقد روى عن النبيّ الاكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: إنّما أنا بشر مثلكم، أتزوّح فيكم وأُزوّجكم، إلاّ فاطمة، فإنّ تزويجها نزل من السماء. الكافي - الشيخ الكليني ج 5 ص 568 , من لايحضره الفقيه - الشيخ الصدوق ج 3 ص 393 , وسائل الشيعة (آل البيت ) - الحر العاملي ج 20 ص 74 , مكارم الأخلاق- الشيخ الطبرسي ص 204 , عيون المعجزات: ص48.
وروي ان رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: اوحى الله الي اني زوجت عليا فاطمة تحت شجرة طوبى فزوجه اياها فزوجت عليا فاطمة بامر الله تعالى. ( عيون المعجزات- حسين بن عبد الوهاب ص 48 )
وأخرج محب الدين الطبري في الذخاير " ص 31 عن علي قال , قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أتاني ملك فقال : يا محمد ؟ إن الله تعالى يقرأ عليك السلام ويقول لك : إني قد زوجت فاطمة ابنتك من علي بن أبي طالب في الملأ الأعلى فزوجها منه في الأرض. (الغدير - الشيخ الأميني ج 2 ص 315)
وحدث الغلابي يرفع الحديث برجاله الى ابي ذر قال دخلت فاطمة ( ع ) على النبي صلّى الله عليه وآله وقالت تعيرني نساء قريش ان اباك زوجك من علي وهو فقير فتبسم صلّى الله عليه وآله وقال والله لقد خاطبك مني اشراف قريش فما اجبتهم الى ذلك توقفا لخبر السماء فبينما انا في مسجدي في النصف من شهر رمضان إذ هبط علي جبرئيل ( ع ) وقال ان الله تعالى يقرءك السلام وقد جمع الكروبيين وحملة العرش تحت شجرة يقال لها طوبى وانا الخاطب والله الولي وزوج فاطمة من علي ( ع ) ثم قال للشجرة انثري فتناثرت لؤلؤ رطبا فبادر الحور يلتقطن فهن منها يلتقطن الى يوم القيامة ويقلن هذا نثار فاطمة بنت محمد صلّى الله عليه وآله وجعل مهرها نصف الدنيا... والحديث طويل اقتصرت على ثلث منه. ( عيون المعجزات- حسين بن عبد الوهاب ص 48 )
وعن جابر بن سمرة قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : أيها الناس هذا علي ابن أبى طالب وأنتم تزعمون انى زوجته ابنتى فاطمة ، ولقد خطبها إلي أشراف قريش فلم أجب ، كل ذلك أتوقع الخبر من السماء حتى جاءني جبرئيل ( ع ) ليلة أربع وعشرين من شهر رمضان ، فقال : يا محمد العلى الاعلى يقرأ عليك السلام ، وقد جمع الروحانيين والكروبيين في واد يقال له الافيح تحت شجرة طوبى ، وزوج فاطمة عليا وأمرني فكنت الخاطب ، والله تعالى الولى وأمر شجرة طوبى فحملت الحلى والحلل والدر والياقوت ثم نثرته ، وأمر الحور العين فاجتمعن فلقطن فهن يتهادينه إلى يوم القيامة ، ويقلن هذا نثار فاطمة. ( كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي ج 1 ص 377 , بحار الأنوار - العلامة المجلسي ج 43 ص 139 )
وعن علقمة عن عبد الله أنه قال : أصاب فاطمة ( عليها السلام ) ليلة صبيحة العرس رعدة فقال لها النبي ( صلى الله عليه وآله ) : زوجتك سيدا في الدنيا وإنه في الاخرة لمن الصالحين يا فاطمة لما أردت أن أملكك بعلي أمر الله شجر الجنان فحملت حليا وحللا وأمرها فنثرته على الملائكة ، فمن أخذ منه يومئذ شيئا أكثر مما أخذ منه صاحبه أو أحسن افتخر به على صاحبه إلى يوم القيامة ، قالت أم سلمة : فلقد كانت فاطمة تفتخر على النساء ، لان أول من خطب عليها جبرئيل. ( بحار الأنوار - العلامة المجلسي ج 43 ص 139 , الغدير - الشيخ الأميني ج 2 ص 315 )
وأخرج النسائي والخطيب في تأريخه 4 ص 129 بالإسناد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : أصاب فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله صبيح العرس رعدة فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله : يا فاطمة ؟ إني زوجتك سيدا في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين يا فاطمة ؟ إني لما أردت أن أملكك لعلي أمر الله جبريل فقام في السماء الرابعة فصف الملائكة صفوفا ثم خطب عليهم جبريل فزوجك من علي ثم أمر شجر الجنان فحملت الحلي والحلل ثم أمرها فنثرته على الملائكة ، فمن أخذ منهم يومئذ أكثر مما أخذ صاحبه أو أحسن افتخر به إلى يوم القيامة . قالت أم سلمة : فلقد كانت فاطمة تفخر على النساء حيث أول من خطب عليها جبريل . وذكره الكنجي في " الكفاية " ص 165 ثم قال : حديث حسن عال رزقناه عاليا . ومحب الدين في " الذخاير " ص 32. (الغدير - الشيخ الأميني ج 2 ص 315 ) وروى الصفوري في نزهة المجالس 2 ص 225 عن جبرئيل أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وآله : إن الله أمر رضوان أن ينصب منبر الكرامة على باب البيت المعمور وأمر ملكا يقال له : " راحيل " أن يصعده ، فعلا المنبر وحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله فارتجت السموات فرحا وسرورا ، وأوحى الله إلي أن أعقد عقدة النكاح ، فإني زوجت عليا بفاطمة أمتي بنت محمد رسولي ، فعقدت وأشهدت الملائكة وكتبت شهادتهم في هذه الحريرة ، وإني أمرت أن أعرضها عليك وأختمها بخاتم مسك أبيض وأدفعها إلى رضوان خازن الجنان. الغدير - الشيخ الأميني ج 2 ص 316.
يقول عبدالله بن مسعود: أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قال: يا فاطمة، زوّجتكِ سيّداً في الدنيا وإنّه في الآخرة لمن الصالحين. يا فاطمة، لمّا أراد الله تعالى أن أُملّككِ بعليّ، أمر الله جبريلَ فقام في السماء الرابعة فصفّ الملائكة صفوفاً، ثمّ خطب عليهم فزوّجكِ من عليّ. ثمّ أمر الله شجر الجنان فحملت الحليّ والحُلَل، ثمّ أمرها فنثرته على الملائكة، فمن أخذ منه شيئاً يومئذ أكثر ممّا أخذ غيره افتخر به إلى يوم القيامة. كما يروي عنه أبو نعيم في حلية الأولياء 59:5، والبغداديّ في تاريخ بغداد 29:4، وابن حجر في لسان الميزان 9:6، وغيرهم.
وعن جعفر بن محمد ( عليه السلام ) ، عن أبيه ، عن جده ، عن جابر ، قال : لما أراد رسول الله أن يزوج فاطمة عليا ( عليه السلام ) قال له : اخرج يا أبا الحسن إلى المسجد فإني خارج في أثرك ، ومزوجك بحضرة الناس ، وذاكر من فضلك ما تقر به عينك . قال علي : فخرجت من عند رسول الله وأنا ممتلئ فرحا وسرورا ، فاستقبلني أبو بكر وعمر ، فقالا : ما وراءك يا أبا الحسن ؟ فقلت : يزوجني رسول الله فاطمة ، وأخبرني أن الله قد زوجنيها ، وهذا رسول الله خارج في أثري ، ليذكر بحضرة الناس . ففرحا وسرا ، ودخلا معي المسجد . قال علي ( عليه السلام ) : فو الله ما توسطناه حتى لحق بنا رسول الله ، وإن وجهه ليتهلل فرحا وسرورا . فقال ( صلى الله عليه وآله ) : أين بلال ؟ فأجاب : لبيك وسعديك يا رسول الله . ثم قال : أين المقداد ؟ فأجاب : لبيك يا رسول الله . ثم قال : أين سلمان ؟ فأجاب : لبيك يا رسول الله . ثم قال : أين أبو ذر ؟ فأجاب : لبيك يا رسول الله ، فلما مثلوا بين يديه قال : انطلقوا بأجمعكم ، فقوموا في جنبات المدينة ، واجمعوا المهاجرين والانصار والمسلمين . فانطلقوا لامر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وأقبل رسول الله فجلس على أعلى درجة من منبره ، فلما حشد المسجد بأهله قام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فحمد الله وأثنى عليه ، وقال : الحمد لله الذي رفع السماء فبناها ، وبسط الارض فدحاها ، وأثبتها بالجبال فأرساها وأخرج منها ماءها ومرعاها ، الذي تعاظم عن صفات الواصفين ، وتجلل عن تحبير لغات الناطقين ، وجعل الجنة ثواب المتقين ، والنار عقاب الظالمين ، وجعلني رحمة للمؤمنين ، ونقمة على الكافرين. عباد الله ، إنكم في دار أمل ، بين حياة وأجل ، وصحة وعلل ، دار زوال ، وتقلب أحوال ، جعلت سببا للارتحال ، فرحم الله امرءا قصر من أمله ، وجد في عمله ، وأنفق الفضل من ماله ، وأمسك الفضل من قوته ، فقدمه ليوم فاقته . يوم تحشر فيه الاموات ، وتخشع فيه الاصوات ، وتنكر الاولاد والامهات ، * ( وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ) * (الحج 22 : 2 ) . * ( يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين ) * (النور 24 : 25 ) . * ( يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء وتود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ) * (آل عمران 3 : 30 ) . * ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) * (الزلزلة 99 : 7 - 8 ) . ليوم تبطل فيه الانساب ، وتقطع الاسباب ، ويشتد فيه على المجرمين الحساب ، ويدفعون إلى العذاب ، فمن زحزح على النار وادخل الجنة فقد فاز ، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور . أيها الناس ، إنما الانبياء حجج الله في أرضه ، الناطقون بكتابه ، العاملون بوحيه ، وإن الله عزوجل أمرني أن أزوج كريمتي فاطمة بأخي وابن عمي وأولى الناس بي : علي بن أبي طالب ، والله عز شأنه قد زوجه بها في السماء ، بشهادة الملائكة ، وأمرني أن ازوجه في الارض ، واشهدكم على ذلك . ثم جلس رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ثم قال : قم ، يا علي ، فاخطب لنفسك . قال : يا رسول الله ، أخطب وأنت حاضر ؟ ! قال : اخطب ، فهكذا أمرني جبرئيل أن آمرك أن تخطب لنفسك ، ولولا أن الخطيب في الجنان داود لكنت أنت يا علي . ثم قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : أيها الناس ، اسمعوا قول نبيكم ، إن الله بعث أربعة آلاف نبي ، لكل نبي وصي ، وأنا خير الانبياء ، ووصيي خير الاوصياء . ثم أمسك رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وابتدأ علي ( عليه السلام ) فقال : الحمد لله الذي ألهم بفواتح علمه الناطقين ، وأنار بثواقب عظمته قلوب المتقين ، وأوضح بدلائل أحكامه طرق السالكين ، وأبهج بابن عمي المصطفى العالمين ، حتى علت دعوته دعوة الملحدين ، واستظهرت كلمته على بواطل المبطلين ، وجعله خاتم النبيين ، وسيد المرسلين ، فبلغ رسالة ربه ، وصدع بأمره ، وبلغ عن الله آياته . والحمد لله الذي خلق العباد بقدرته ، وأعزهم بدينه ، وأكرمهم بنبيه محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، ورحم وكرم وشرف وعظم . والحمد لله على نعمائه وأياديه ، وأشهد أن لا إله إلا الله شهادة إخلاص ترضيه ، وصلى الله على محمد صلاة تزلفه وتحظيه . وبعد : فإن النكاح مما أمر الله ( تعالى ) به ، وأذن فيه ، ومجلسنا هذا مما قضاه ورضيه ، وهذا محمد بن عبد الله رسول الله زوجني ابنته فاطمة ، على صداق أربعمائة درهم ودينار ، وقد رضيت بذلك ، فاسألوه وأشهدوا . فقال المسلمون : زوجته يا رسول الله ؟ قال : نعم . قال المسلمون : بارك الله لهما وعليهما ، وجمع شملهما. ( دلائل الامامة- محمد بن جرير الطبري (الشيعي) ص 88 - نوادر المعجزات : 87 / 8 مدينة المعاجز ج2 ص332 , بحار الانوار ج100 ص269 )
وقال موسى بن جعفر عليهما السلام : بينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) جالس إذ دخل عليه ملك له اربعة وعشرون وجها ، فقال له رسول الله : حبيبي جبرئيل لم ارك في مثل هذه الصورة فقال الملك لست بجبرئيل انا محمود بعثنى الله تعالى ان ازوج النور من النور قال من ومن ؟ قال : فاطمة من علي فلما ولى الملك إذا بين كتفيه محمد رسول الله على وصيه فقال رسول الله منذ كم كتب هذا بين كتفيك ؟ فقال : من قبل ان يخلق الله عزوجل آدم باثنين وعشرين ألف سنة وقال أمير المؤمنين " عليه السلام " : دخلت أم ايمن على النبي وفى ملحفتها شئ فقال لها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ما معك يا أم أيمن ، فقالت : ان فلانة املكوها فنثروا عليها فاخذت من نثارها ، ثم بكت ام ايمن وقالت : يا رسول الله فاطمة زوجتها ولم تنثر عليها شيئا ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا ام ايمن لم تكذبين ، فان الله تعالى لما زوج فاطمة عليا أمر أشجار الجنة ان تنثر عليهم من حليها وحللها وياقوتها ودرها وزمردها واستبرقها فاخذوا منها ما لا يعلمون ، وقد نحل الله طوبى في مهر فاطمة فجعلها في منزل علي. (روضة الواعظين- الفتال النيسابوري صفحة 145)
عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : دخلت أم أيمن على النبي ( صلى الله عليه وآله ) وفي ملحفتها شئ ، فقال لها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ما معك ، يا أم أيمن ؟ فقالت : إن فلانة أملكوها ، فنثروا عليها ، فأخذت من نثارها . ثم بكت أم أيمن وقالت : يا رسول الله ، فاطمة زوجتها ولم تنثر عليها شيئا . فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا أم أيمن ، لم تكذبين ؟ فإن الله تبارك وتعالى لما زوجت فاطمة عليا ، أمر أشجار الجنة أن تنثر عليهم من حليها وحللها وياقوتها ودرها وزمردها واستبرقها ، فأخذوا منها مالا يعلمون ، ولقد نحل الله طوبى في مهر فاطمة ، فجعلها في منزل علي. ( الأمالي- الشيخ الصدوق ص 362 نقلا عن , تفسير العياشي 2 : 211 / 45 ، بحار الانوار ج43 : 98 / 10 ، و ج 100 ص 279 )
وعن أنس بن مالك ، قال : ورد عبد الرحمن بن عوف الزهري ، وعثمان بن عفان إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال له عبد الرحمن : يا رسول الله ، تزوجني فاطمة ابنتك ؟ وقد بذلت لها من الصداق مائة ناقة سوداء ، زرق الاعين ، محملة كلها قباطي مصر ، وعشرة آلاف دينار . ولم يكن مع رسول الله أيسر من عبد الرحمن وعثمان . قال عثمان : بذلت لها ذلك ، وأنا أقدم من عبد الرحمن إسلاما . فغضب النبي ( صلى الله عليه وآله ) من مقالتيهما ، ثم تناول كفا من الحصى ، فحصب به عبد الرحمن ، وقال له : إنك تهول علي بمالك ؟ قال : فتحول الحصى درا ، فقومت درة من تلك الدرر ، فإذا هي تفي بكل ما يملكه عبد الرحمن . وهبط جبرئيل ( عليه السلام ) في تلك الساعة ، فقال : يا أحمد ، إن الله ( تعالى ) يقرئك السلام ، ويقول : قم إلى علي بن أبي طالب ، فإن مثله مثل الكعبة يحج إليها ، ولا تحج إلى أحد . إن الله ( تعالى ) أمرني أن آمر رضوان خازن الجنة أن يزين الاربع جنان ، وأمر شجرة طوبى وسدرة المنتهى أن تحملا الحلي والحلل ، وأمر الحور العين أن يتزين ، وأن يقفن تحت شجرة طوبى وسدرة المنتهى ، وأمر ملكا من الملائكة ، يقال له ( راحيل ) وليس في الملائكة أفصح منه لسانا ، ولا أعذب منطقا ، ولا أحسن وجها ، أن يحضر إلى ساق العرش . فلما حضرت الملائكة والملك أجمعون ، أمرني أن أنصب منبرا من النور ، وأمر راحيل - ذلك الملك - أن يرقى ، فخطب خطبة بليغة من خطب النكاح ، وزوج عليا من فاطمة بخمس الدنيا لها ولولدها إلى يوم القيامة . وكنت أنا وميكائيل شاهدين ، وكان وليها الله ( تعالى ) . وأمر شجرة طوبى وسدرة المنتهى أن تنثرا ما فيهما من الحلي والحلل والطيب ، وأمر الحور أن يلقطن ذلك ، وأن يفتخرن به إلى يوم القيامة . وقد أمرك الله أن تزوجه بفاطمة في الارض ، وأن تقول لعثمان بن عفان : أما سمعت قولي في القرآن : * ( بسم الله الرحمن الرحيم * مرج البحرين يلتقيان * بينهما برزخ لا يبغيان ) * (الرحمن 55 : 19 - 20 ) وما سمعت في كتابي : * ( وهو الذى خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا ) * (الفرقان 25 : 54 ) فلما سمع النبي ( صلى الله عليه وآله ) كلام جبرئيل ( عليه السلام ) وجه خلف عمار بن ياسر وسلمان والعباس ، فأحضرهم ، ثم قال لعلي ( عليه السلام ) : إن الله ( تعالى ) قد أمرني أن ازوجك . فقال : يا رسول الله ، إني لا أملك إلا سيفي وفرسي ودرعي . فقال له النبي ( صلى الله عليه وآله ) : إذهب فبع الدرع . قال : فخرج علي ( عليه السلام ) فنادى على درعه ، فبلغت أربعمائة درهم ودينار . قال : فاشتراها دحية بن خليفة الكلبي ، وكان حسن الوجه ، لم يكن مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أحسن منه وجها . قال : فلما أخذ علي ( عليه السلام ) الثمن وتسلم دحية الدرع عطف دحية على علي ، فقال : أسألك يا أبا الحسن أن تقبل مني هذه الدرع هدية ، ولا تخالفني في ذلك . قال : فحمل الدرع والدراهم ، وجاء بهما إلى النبي ، ونحن جلوس بين يديه ، فقال له: يا رسول الله ، إني بعت الدرع بأربعمائة درهم ودينار ، وقد اشتراه دحية الكلبي ، وقد أقسم علي أن أقبل الدرع هدية ، وأيش تأمر ، أقبلها منه أم لا ؟ فتبسم النبي ( صلى الله عليه وآله ) وقال : ليس هو دحية ، لكنه جبرئيل ، وإن الدراهم من عند الله ليكون شرفا وفخرا لابنتي فاطمة . وزوجه النبي بها ، ودخل بعد ثلاث . قال : وخرج علينا علي ( عليه السلام ) ونحن في المسجد ، إذ هبط الامين جبرئيل وقد اهبط باترجة من الجنة ، فقال له : يا رسول الله ، إن الله يأمرك أن تدفع هذه الاترجة إلى علي بن أبي طالب . قال : فدفعها النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى علي ، فلما حصلت في كفه انقسمت قسمين : على قسم منها مكتوب : " لا إله الا الله ، محمد رسول الله ، علي أمير المؤمنين " . وعلى القسم الآخر مكتوب : " هدية من الطالب الغالب إلى علي بن أبي طالب. ( دلائل الامامة- محمد بن جرير الطبري (الشيعي) ص 82 , نوادر المعجزات 86 )
قال أمير المؤمنين " عليه السلام " : لقد هممت بتزويج فاطمة ابنة محمد عليهما السلام حينا ولم اتجرئ ان اذكر للنبى ( صلى الله عليه وآله ) وان ذلك يختلج في صدري ليلى ونهارى حتى دخلت على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : يا على قلت لبيك يا رسول الله قال : هل لك في التزويج ؟ قلت رسول الله اعلم وإذا هو يريد ان يزوجنى بعض نساء قريش وانى لخائف على فوت فاطمة فما شعرت بشئ إذ أتانى رسول رسول لله فقال لي اجب النبي واسرع فما رأينا رسول الله أشد فرحا منه اليوم قال : فأتيته مسرعا فإذا هو في حجرة ام سلمة فلما نظر إلي تهلل وجهه وتبسم حتى نظرت إلى بياض اسنانه تبرق فقال : ابشر يا علي فان الله تعالى قد كفانى ما كان من همى من أمر تزويجك قلت وكيف ذلك يا رسول الله ؟ قال : اتانى جبرئيل " عليه السلام " ومعه سنبل الجنة وقرنفلها فناولنيهما فاخذتهما فشممتهما فقلت : ما سبب هذا السنبل والقرنفل فقال ان الله تعالى أمر سكان الجنة من الملائكة ومن فيها ان يزينوا الجنان كلها بمغارسها واشجارها وثمارها وقصورها وأمر ريحها فهبت بأنواع العطر والطيب وأمر حور عينها بالقرائة فيها سورة طه وطواسين ويسن وحم عسق ثم نادى مناد من تحت العرش ألا ان اليوم يوم وليمة علي بن أبى طالب ألا انى اشهدكم انى قد زوجت فاطمة بنت محمد من علي بن أبى طالب رضى منى بعضهما لبعض ثم بعث الله تبارك وتعالى سحابا بيضاء فقطرت من لؤلؤها وزبرجدها ويواقيتها وقامت الملائكة فنثرت من سنبل الجنة وقرنفلها هذا مما نثرت الملائكة ثم أمر الله تبارك وتعالى ملكا من ملائكة الجنة يقال له : راحيل فليس في الملائكة ابلغ منه فقال اخطب يا راحيل فخطب خطبة لم يسمع بمثلها أهل السماء ولا أهل الارض ثم نادى مناد ألا يا ملائكتي وسكان جنتي باركوا علي بن أبى طالب حبيب محمد وفاطمة بنت محمد فقد باركت عليهما ألا انى زوجت احب النساء إلى من احب الرجال الي بعد النبيين والمرسلين فقال راحيل الملك يا رب وما بركتك فيهما باكثر مما رأينا لهما في جناتك ودارك فقال عزوجل ان من بركتى عليهما انى اجمعهما على محبتى واجعلهما حجة على خلقي وعزتي وجلالى لاخلقن منهما خلقا ولانشئن فيهما ذرية اجعلهم خزاني في أرضى ومعادن لعلمي ودعاة إلى دينى بهم احتج على خلقي بعد النبيين والمرسلين فابشر يا علي فان الله تعالى اكرمك كرامة لم يكرم بمثلها أحدا وقد زوجتك ابنتى فاطمة على ما زوجك الرحمن وقد رضيت بما رضى الله لها فدونك اهلك فانك احق بها منى ولقد اخبرني جبرئيل " عليه السلام " ان الجنة مشتاقة اليكما ، ولولا ان الله عزوجل قدر أن يخرج منكما ما يتخذه على الخلق حجة لاجاب فيكما الجنة واهلها فنعم الاخ أنت ونعم الختن انت ونعم الصاحب انت وكفاك برضى الله رضا ، قال علي " عليه السلام " : فقلت يا رسول الله بلغ من قدري حتى انى ذكرت في الجنة وزوجني الله في ملائكته فقال ( صلى الله عليه وآله ) ان الله تعالى إذا اكرم وليه واحبه اكرمه بما لا عين رأت ولا اذن سمعت فاختار الله لك يا علي فقال " عليه السلام " : رب أوزعني ان اشكر نعمتك التى انعمت علي ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) آمين. (روضة الواعظين- الفتال النيسابوري صفحة 144, عيون اخبار الرضا (ع) ج2 ص201 , الامالي 654 , البحار ج43 ص101 , مسند الامام الرضا (ع) ج1 ص139 )
سنان بن شفعلة الاوسي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثني جبريل أن الله تعالى لما زوج فاطمة عليا أمر رضوان فأمر شجرة طوبى فحملت رقاقا بعدد محبي آل بيت محمد. (الإصابة - ابن حجر ج 3 ص 157 )
وفي كتاب مودة القربى للسيد علي الهمداني ( قدس الله سره ووهب لنا بركاته وفيوضاته ) : أخرج أبو بكر الخوارزمي في كتابه المناقب : عن موسى بن علي القرشي عن قنبر بن أحمد عن بلال بن حمام رضى الله عنه قال : طلع علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم متبسما ضاحكا ، وجهه كدائرة القمر ليلة البدر ، فقام إليه عبد الرحمن بن عوف فقال : يا رسول الله ما هذا النور الذي رأينا في وجهك المكرم قال : بشارة أتتني من ربي في أخي وابن عمي وقي ابنتي ؟ بأن الله - تبارك وتعالى - زوج عليا بفاطمة ، وأمر رضوان خازن الجنان بهز شجرة طوبى ، فهزها ، فحملت رقاقا - يعني صكاكا - بعدد محبي أهل البيت ، وأنشأ الله تحتها ملائكة خلقها من النور وأصاب لكل ملك صك ، فإذا قامت القيامة نادت الملائكة في الخلائق ، فلا يبقى محب لأهل بيتي إلا دفعت إليه الملائكة صكا فيه فكاكه من النار ، فصار ابن عمي وابنتي سبب فكاك رقاب الرجال والنساء من أمتي من النار . أيضا في جواهر العقدين هذا الحديث مسطور بلفظه. ( ينابيع المودة لذوي القربى - القندوزي ج 2 ص 66 , نقلا عن , مودة القربى : 36 . مائة منقبة لابن شاذان : 152 المنقبة 92 . جواهر العقدين 2 / 253 . المنا قب للخوارزمي 341 .
وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) اتانى ملك فقال : يا محمد ان الله يقرأ عليك السلام ويقول قد زوجت فاطمة من علي فزوجها منه ، وقد أمر شجرة طوبى تحمل الدر والياقوت والمرجان وان أهل السماء قد فرحوا لذلك وسيولد لها ولدان سيدا شباب أهل الجنة وبهم بتزين أهل الجنة فأبشر يا محمد فانك خير الاولين والآخرين . وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لو لم يخلق الله علي بن أبى طالب لما كان لفاطمة كفو. (روضة الواعظين- الفتال النيسابوري صفحة 146)
وعن أبي ذرّ، قال: دخلت فاطمة (عليها السلام) على النبيّ (صلى الله عليه وآله) وقالت: تعيّرني نساء قريش إنّ أباك زوّجك من عليّ وهو فقير، فتبسّم (صلى الله عليه وآله) وقال: والله لقد خطبك إليَّ أشراف قريش فما اجبتهم إلى ذلك توقعاً لخبر السّماء، فبينما أنا في مسجدي في النّصف من شهر رمضان، إذ هبط عليَّ جبرئيل (عليه السلام) وقال: إنّ الله تعالى يقرؤك السّلام، وقد جمع الكرّوبيّن، وحملة العرش تحت شجرة يقال لها: طوبى، وأنا الخاطب، والله الولي، وزوّج فاطمة من عليّ (عليهما السلام) . ثمّ قال سبحانه للشّجرة: انثري ; فتناثرت لؤلؤاً رطبا، فتبادر الحور يلتقطنّ (وهنّ يتهادينه) إلى يوم القيامة، ويقلن: هذا نثار فاطمة بنت محمّد (صلى الله عليه وآله) وجعل مهرها نصف الدّنيا.(والخبر طويل، اقتصرت على نكت منه، وروى في ذلك أخبار وأحاديث طويلة). عيون المعجزات: ص164 ح6.
خطبة النبي(ص) لما اراد تزويج فاطمة عليها السلام من علي (ع)
واما خطبة النبي لما اراد تزويج فاطمة من علي عليهم السلام الحمد لله المحمود بنعته ، المعبود بقدرته المطاع بسلطانه المرهوب من عذابه المرغوب فيما عنده النافذ أمره في سمائه وارضه الذى خلق الخلق بقدرته ، وميزهم باحكامه واعزهم بدينه واكرمهم بنبيه محمد . ثم ان الله تعالى جعل المصاهرة نسبا لاحقا وأمرا مفترضا ، وشج به الارحام والزمه الانام . قال الله تعالى : ( وهو الذى خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا ، وكان ربك قديرا أمر الله يجرى إلى قضائه ، وقضاؤه يجرى إلى قدره ، ولكل قضاء قدر ولكل قدر أجل يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ) ثم ان ربى أمرنى ان ازوج فاطمة من علي بن أبى طالب ، وقد زوجتها إياه على اربعمائة مثقال فضة ان رضى بذلك علي وكان على بعثه في حاجة ثم انه ( صلى الله عليه وآله ) دعا بطبق من تمر فوضعه بين ايدينا ثم قال انتهبوا فبينا نحن ننتهب إذ دخل علي " عليه السلام " فتبسم النبي ( صلى الله عليه وآله ) في وجهه ثم قال يا علي ان ربى عزوجل أمرنى ان ازوجك فاطمة وقد زوجتك إياها على اربعمائة مثقال فضة ان رضيت يا علي قال : رضيت يا رسول الله ثم ان عليا خر ساجدا شكرا لله تعالى فلما رفع رأسه قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : بارك الله عليكما وبارك فيكما واسعد جدكما واخرج منكم الكثير الطيب. (روضة الواعظين- الفتال النيسابوري صفحة 146)
مهر فاطمة عليها السلام
اخي القارء اللبيب رحمك الله : اما خبر مهرها, فهو كذلك مما يجلب الانتباه والغربة والعجب , فلاباس بالمرور على ما روى بصدده والاطلاع على ما دون في خبره . قال علي ( عليه السلام ) : لما أتيت رسول الله خاطبا ابنته فاطمة ، قال : وما عندك تنقدني ؟ قلت له : ليس عندي إلا بعيري وفرسي ودرعي . قال : أما فرسك فلابد لك منه ، تقاتل عليه ، وأما بعيرك فحامل أهلك ، وأما درعك فقد زوجك الله بها . قال علي : فخرجت من عنده والدرع على عاتقي الايسر ، فذهبت إلى سوق الليل فبعتها بأربعمائة درهم سود هجرية ، ثم أتيت بها إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) فصببتها بين يديه ، فو الله ما سألني عن عددها ، وكان رسول الله سري الكف ، فدعا بلالا وملا قبضته ، فقال : يا بلال ، ابتع بها طيبا لابنتي فاطمة . ثم دعا ام سلمة وقال لها : يا ام سلمة ، ابتاعي لابنتي فراشا من حلس مصر ، واحشيه ليفا ، واتخذي لها مدرعة وعباءة قطوانية ، ولا تتخذي أكثر من ذلك فيكونا من المسرفين . وصبرت أياما ما أذكر لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) شيئا من أمر ابنته ، حتى دخلت على ام سلمة ، فقالت لي : يا علي ، لم لا تقول لرسول الله يدخلك على أهلك ؟ قال : قلت : أستحي منه أن أذكر له شيئا من هذا . فقالت ام سلمة : ادخل عليه ، فإنه سيعلم ما في نفسك . قال علي : فدخلت عليه ، ثم خرجت ، ثم دخلت ثم خرجت ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أحسبك أنك تشتهي الدخول على أهلك ؟ قال : قلت : نعم ، فداك أبي وامي يا رسول الله فقال ( صلى الله عليه وآله ) : غدا إن شاء الله ( تعالى ) . (دلائل الامامة- محمد بن جرير الطبري (الشيعي) ص 86 )
وقال الحسين بن علي عليهما السلام : لما زوج فاطمة عليا على اربعمائة وثمانين درهما فأمره النبي ( صلى الله عليه وآله ) ان يجعل ثلثيها في العطر ، وثلثا في الثياب فدخل بهما وما لهما فراش إلا فروة اضحية رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ووسادة من أدم حشوها ليف . (روضة الواعظين- الفتال النيسابوري صفحة 145)
وروى انه جهز رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فاطمة عليها السلام في حبل وقربة ووسادة حشوها اذخر . وقيل لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : قد علمنا مهر فاطمة في الارض فما مهرها في السماء فقال : سل ما يعنيك ودع مالا يعنيك قيل هذا مما يعنينا يا رسول الله قال : كان مهرها في السماء خمس الارض فمن مشى عليها مبغضا لها أو لولدها مشى عليها حراما إلى ان تقوم الساعة. (روضة الواعظين- الفتال النيسابوري صفحة 146, الكافي - الشيخ الكليني ج 5 ص 377 )
عن ابن أبي يعفور قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : إن عليا تزوج فاطمة ( عليهما السلام ) على جرد برد ودرع وفراش كان من أهاب كبش. (قال الجوهرى : الجرد - بالفتح - : البردة المتجردة الخلق انتهى). ( الكافي - الشيخ الكليني ج 5 ص 377 )
عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : كان صداق فاطمة ( عليها السلام ) جرد برد حبرة ودرع حطمية وكان فراشها أهاب كبش يلقيانه ويفرشانه وينامان عليه. (وسائل الشيعة (آل البيت ) - الحر العاملي ج 21 ص 251 , الكافي - الشيخ الكليني ج 5 ص 378 , عنه , مناقب آل ابي طالب - ابن شهر آشوب ج 3 ص 128 , بحار الأنوار - العلامة المجلسي ج 43 ص 113)
وروى ان مهر فاطمة عليها السلام خمسمائة درهم وهو اصح من جميع ما ذكرنا واولى . وأنشد : قالت فمن بات فوق الفراش فدى * فقلت اثبت خلق الله في الوهل قالت فمن زوج الزهراء فاطمة * فقلت افضل ما حاف ومنتعل. (روضة الواعظين- الفتال النيسابوري صفحة 148)
ليلة الزفاف المبارك
اخي المتصفح الكريم ايدك الله : اقول لاباس بالاطلاع ولو اجمالا على ليلة زفاف النور من النور علي الامير من فاطمة البتول .
قال ابن عباس : لما كانت الليلة التى زفت فاطمة كان رسول الله قدامها وجبرئيل عن يمينها وميكائيل عن يسارها وسبعون الف ملك عليهم السلام عن خلفها يسبحون ويقدسون حتى طلع الفجر . وأنشد : سلام على الطهر الزكية فاطم * سلام على اولادها الانجم الزهر. (روضة الواعظين- الفتال النيسابوري صفحة 146)
وعن حدثنا موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن جده محمد الباقر ( عليهم السلام ) ، عن جابر بن عبد الله الانصاري ، قال : لما زوج رسول الله فاطمة من علي أتاه اناس من قريش فقالوا إنك زوجت عليا بمهر قليل ! فقال : ما أنا زوجت عليا ، ولكن الله زوجه ليلة اسري بي إلى السماء ، فصرت عند سدرة المنتهى ، أوحى الله إلى السدرة : أن انثري ما عليك ، فنثرت الدر والجوهر والمرجان ، فابتدر الحور العين فالتقطن ، فهن يتهادينه ويتفاخرن به ، ويقلن : هذا من نثار فاطمة بنت محمد . فلما كانت ليلة الزفاف ، أتى النبي ببغلته الشهباء ، وثنى عليها قطيفة ، وقال لفاطمة : اركبي . وأمر سلمان أن يقودها ، والنبي يسوقها ، فبينا هم في بعض الطريق إذ سمع النبي وجبة ، فإذا هو بجبرئيل في سبعين ألفا من الملائكة ، وميكائيل في سبعين ألفا ، فقال النبي : ما أهبطكم إلى الارض ؟ ! قالوا : جئنا نزف فاطمة إلى زوجها علي ابن أبي طالب . فكبر جبرئيل وميكائيل ، وكبرت الملائكة ، ، وكبر رسول الله ، فوقع التكبير على العرائس من تلك الليلة . قال علي ( عليه السلام ) : ثم دخل إلى منزله ، فدخلت إليه ، ودنوت منه ، فوضع كف فاطمة الطيبة في كفي وقال : ادخلا المنزل ، ولا تحدثا أمرا حتى آتيكما . قال علي : فدخلت أنا وهي المنزل ، فما كان إلا أن دخل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وبيده مصباح ، فوضعه في ناحية المنزل ، ثم قال : يا علي ، خذ في ذلك القعب ماء من تلك الشكوة. قال : ففعلت ، ثم أتيته به ، فتفل فيه ( صلى الله عليه وآله ) تفلات ، ثم ناولني القعب ، فقال : اشرب . فشربت ، ثم رددته إلى رسول الله ، فناوله فاطمة ، ثم قال : اشربي حبيبتي فجرعت منه ثلاث جرعات ، ثم ردته إلى أبيها ، فأخذ ما بقي من الماء ، فنضحه على صدري وصدرها ، ثم قال : * ( إنما يريد الله ليذهب ) * (الاحزاب 33 : 33 ) إلى آخر الآية . ثم رفع يديه وقال : يا رب ، إنك لم تبعث نبيا إلا وقد جعلت له عترة ، اللهم فاجعل عترتي الهادية من علي وفاطمة . ثم خرج . قال علي : فبت بليلة لم يبت أحد من العرب بمثلها ، فلما أن كان في آخر السحر أحسست بحس رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) معنا ، فذهبت لانهض ، فقال لي : مكانك يا علي ، أتيتك في فراشك رحمك الله . فأدخل ( صلى الله عليه وآله ) رجليه معنا في الدثار ، ثم أخذ مدرعة كانت تحت رأس فاطمة ، ثم استيقظت فاطمة فبكى ، وبكت ، وبكيت لبكائهما ، فقال لي : ما يبكيك يا علي ؟ قال : قلت : فداك أبي وأمي ، لقد بكيت وبكت فاطمة ، فبكيت لبكائكما قال نعم : أتاني جبرئيل فبشرني بفرخين يكونان لك ، ثم عزيت بأحدهما ، وعرفت أنه يقتل غريبا عطشانا . فبكت فاطمة حتى علا بكاؤها ، ثم قالت : يا أبه ، لم يقتلوه وأنت جده ، وأبوه علي ، وأنا امه ؟ قال : يا بنية ، لطلبهم ( 1 ) الملك ، أما إنه سيظهر عليهم سيف لا يغمد إلا على يد المهدي من ولدك . يا علي ، من أحبك وأحب ذريتك فقد أحبني ، ومن أحبني أحبه الله ، ومن أبغضك وأبغض ذريتك فقد أبغضني ، ومن أبغضني أبغضه الله ، وأدخله النار. (دلائل الامامة- محمد بن جرير الطبري (الشيعي) ص100) .
وعن علي بن موسى الرضا ، عن أبيه ، عن جده جعفر ، عن أبيه الباقر ( عليهم السلام ) ، قال : حدثني جابر ابن عبد الله الانصاري ، قال : لما كانت الليلة التي أهدى فيها رسول الله فاطمة إلى علي ( عليهم السلام ) ، دعا بعلي فأجلسه عن يمينه ، ودعا بها ( عليها السلام ) فأجلسها عن شماله ، ثم جمع رأسيهما ، ثم قام ، وقاما وهو بينهما ، يريد منزل علي ( عليه السلام ) ، فكبر جبرئيل في الملائكة ، فسمع النبي التكبير ، فكبر وكبر المسلمون ، وهو أول تكبير كان في زفاف ، فصارت سنة . ( نوادر المعجزات : 94 / 14 ، مدينة المعاجز : 148 وقطعة منه في زمن لا يحضره الفقيه 3 : 253 / 1 ، وأمالي الطوسي 1 : 263 دلائل الامامة- محمد بن جرير الطبري (الشيعي) ص 100) .
وعن موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن جده محمد الباقر ( عليهم السلام ) ، عن جابر بن عبد الله الانصاري ، قال : لما زوج رسول الله فاطمة من علي أتاه اناس من قريش فقالوا إنك زوجت عليا بمهر قليل ! فقال : ما أنا زوجت عليا ، ولكن الله زوجه ليلة اسري بي إلى السماء ، فصرت عند سدرة المنتهى ، أوحى الله إلى السدرة : أن انثري ما عليك ، فنثرت الدر والجوهر والمرجان ، فابتدر الحور العين فالتقطن ، فهن يتهادينه ويتفاخرن به ، ويقلن : هذا من نثار فاطمة بنت محمد . فلما كانت ليلة الزفاف ، أتى النبي ببغلته الشهباء ، وثنى عليها قطيفة ، وقال لفاطمة : اركبي . وأمر سلمان أن يقودها ، والنبي يسوقها ، فبينا هم في بعض الطريق إذ سمع النبي وجبة ، فإذا هو بجبرئيل في سبعين ألفا من الملائكة ، وميكائيل في سبعين ألفا ، فقال النبي : ما أهبطكم إلى الارض ؟ ! قالوا : جئنا نزف فاطمة إلى زوجها علي(روضة الواعظين- الفتال النيسابوري صفحة 100)
وروي الغلابي يرفع الحديث برجاله الى جابر بن عبد الله الانصاري انه قال قالت أم ايمن لما زفت فاطمة الى علي ( ع ) قام رسول الله صلّى الله عليه وآله ومعه جماعة من اهل بيته واصحابه فلما اخذ علي ( ع ) بيد فاطمة ومضى بها كبر جبرئيل في السماء فسمع النبي التكبير فكبر وكبر اهل البيت واصحابه فهو اول تكبير كان في الزفاف فصار التكبير في الزفاف سنة . (عيون المعجزات- حسين بن عبد الوهاب ص 51 )
عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ( عليه السلام ) ، قال : لما زفت فاطمة إلى علي ( عليه السلام ) ، نزل جبرئيل وميكائيل وإسرافيل ، ونزل منهم سبعون ألف ملك . قال : فقدمت بغلة رسول الله ( دلدل ) وعليها شملة ، قال فأمسك جبرئيل باللجام ، وأمسك إسرافيل بالركاب ، وأمسك ميكائيل بالثفر ( 1 ) ، ورسول الله يسوي عليها ثيابها ، فكبر جبرئيل ، وكبر إسرافيل ، وكبر ميكائيل ، وكبرت الملائكة ، وجرت به السنة بالتكبير في الزفاف إلى يوم القيامة . ( مدينة المعاجز : 2 /351, كشف الغمة 1 : 368- دلائل الامامة- محمد بن جرير الطبري (الشيعي) ص103) .
عن جابر بن عبد الله الانصاري ، قال : لما زوج رسول الله فاطمة من علي أتاه اناس من قريش فقالوا إنك زوجت عليا بمهر قليل ! فقال : ما أنا زوجت عليا ، ولكن الله زوجه ليلة اسري بي إلى السماء ، فصرت عند سدرة المنتهى ، أوحى الله إلى السدرة : أن انثري ما عليك ، فنثرت الدر والجوهر والمرجان ، فابتدر الحور العين فالتقطن ، فهن يتهادينه ويتفاخرن به ، ويقلن : هذا من نثار فاطمة بنت محمد . فلما كانت ليلة الزفاف ، أتى النبي ببغلته الشهباء ، وثنى عليها قطيفة ، وقال لفاطمة : اركبي . وأمر سلمان أن يقودها ، والنبي يسوقها ، فبينا هم في بعض الطريق إذ سمع النبي وجبة ، فإذا هو بجبرئيل في سبعين ألفا من الملائكة ، وميكائيل في سبعين ألفا ، فقال النبي : ما أهبطكم إلى الارض ؟ ! قالوا : جئنا نزف فاطمة إلى زوجها علي ابن أبي طالب . فكبر جبرئيل وميكائيل ، وكبرت الملائكة ، ، وكبر رسول الله ، فوقع التكبير على العرائس من تلك الليلة . قال علي ( عليه السلام ) : ثم دخل إلى منزله ، فدخلت إليه ، ودنوت منه ، فوضع كف فاطمة الطيبة في كفي وقال : ادخلا المنزل ، ولا تحدثا أمرا حتى آتيكما . قال علي : فدخلت أنا وهي المنزل ، فما كان إلا أن دخل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وبيده مصباح ، فوضعه في ناحية المنزل ، ثم قال : يا علي ، خذ في ذلك القعب ماء من تلك الشكوة. قال : ففعلت ، ثم أتيته به ، فتفل فيه ( صلى الله عليه وآله ) تفلات ، ثم ناولني القعب ، فقال : اشرب . فشربت ، ثم رددته إلى رسول الله ، فناوله فاطمة ، ثم قال : اشربي حبيبتي فجرعت منه ثلاث جرعات ، ثم ردته إلى أبيها ، فأخذ ما بقي من الماء ، فنضحه على صدري وصدرها ، ثم قال : * ( إنما يريد الله ليذهب ) * إلى آخر الآية (الاحزاب 33 : 33 ) . ثم رفع يديه وقال : يا رب ، إنك لم تبعث نبيا إلا وقد جعلت له عترة ، اللهم فاجعل عترتي الهادية من علي وفاطمة . ثم خرج . قال علي : فبت بليلة لم يبت أحد من العرب بمثلها ، فلما أن كان في آخر السحر أحسست بحس رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) معنا ، فذهبت لانهض ، فقال لي : مكانك يا علي ، أتيتك في فراشك رحمك الله . فأدخل ( صلى الله عليه وآله ) رجليه معنا في الدثار ، ثم أخذ مدرعة كانت تحت رأس فاطمة ، ثم استيقظت فاطمة فبكى ، وبكت ، وبكيت لبكائهما ، فقال لي : ما يبكيك يا علي ؟ قال : قلت : فداك أبي وأمي ، لقد بكيت وبكت فاطمة ، فبكيت لبكائكما . قال نعم : أتاني جبرئيل فبشرني بفرخين يكونان لك ، ثم عزيت بأحدهما ، وعرفت أنه يقتل غريبا عطشانا . فبكت فاطمة حتى علا بكاؤها ، ثم قالت : يا أبه ، لم يقتلوه وأنت جده ، وأبوه علي ، وأنا امه ؟ قال : يا بنية ، لطلبهم الملك ، أما إنه سيظهر عليهم سيف لا يغمد إلا على يد المهدي من ولدك . يا علي ، من أحبك وأحب ذريتك فقد أحبني ، ومن أحبني أحبه الله ، ومن أبغضك وأبغض ذريتك فقد أبغضني ، ومن أبغضني أبغضه الله ، وأدخله النار. (دلائل الامامة- محمد بن جرير الطبري (الشيعي) ص 100 )
عن جابر بن عبد الله ، قال : لما زوج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فاطمة ( عليها السلام ) من علي ( عليه السلام ) أتاه ناس من قريش فقالوا : إنك زوجت عليا بمهر خسيس ؟ فقال : ما أنا زوجت عليا ، ولكن الله ( عزوجل ) زوجه ، ليلة أسري بي عند سدرة المنتهى ، أوحى الله إلى السدرة : أن انثري ما عليك ، ونثرت الدر والجواهر والمرجان ، فابتدر الحور العين فالتقطن ، فهن يتهادينه ويتفاخرن به ويقلن : هذا من نثار فاطمة بنت محمد ( عليهما السلام ) . فلما كانت ليلة الزفاف أتى النبي ( صلى الله عليه واله ) ببغلته الشهباء ، وثنى عليها قطيفة ، وقال لفاطمة : اركبي ، وأمر سلمان أن يقودها والنبي ( عليه السلام ) يسوقها ، فبينما هو في بعض الطريق إذ سمع النبي ( صلى الله عليه وآله ) وجبة ، فإذا بجبرئيل ( عليه السلام ) في سبعين ألفا ، وميكائيل في سبعين ألفا ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ما أهبطكم إلى الارض ؟ قالوا : جئنا نزف فاطمة إلى زوجها علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فكبر جبرئيل ، وكبر ميكائيل ، وكبرت الملائكة ، وكبر محمد ( صلى اللة عليه واله ) ، فوقع التكبير على العرائس من تلك الليلة . (الأمالي- الشيخ الطوسي ص 257 )
خبر الوليمة
اخي المتتبع الحاذق رحمك الله : يمنك ان تجيزنا بالاطلاع العابر على خبر الوليمة وكيف كانت وما جرى فيها .
فعن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام ، قال : لما زوج رسول الله صلى الله عليه وآله فاطمة عليها السلام بعلي عليه السلام قال حين عقد العقد : من حضر نكاح علي فليحضر طعامه . قال : فضحك المنافقون ، وقالوا : إن الذين حضروا العقد حشر من الناس ، وإن محمدا سيضع طعاما لا يكفي عشرة اناس ، فسيفتضح محمد اليوم. وبلغ ذلك إليه ، فدعا بعميه حمزة والعباس ، وأقامهما على باب داره وقال لهما : أدخلا الناس عشرة عشرة . وأقبل على علي وعقيل فأزرهما ببردين يمانيين ، وقال : انقلا على أهل التوحيد الماء ، واعلم - يا علي - أن خدمتك للمسلمين أفضل من كرامتك لهم. قال : وجعل الناس يردون عشرة عشرة ، فيأكلون ويصدرون حتى أكل الناس من طعامه ثلاثة أيام ، والنبي صلى الله عليه وآله يجمع بين الصلاتين: الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة . وجعل الناس يصدرون ، فعندها قال النبي : اين عمي العباس ؟ فأجابه : لبيك يا رسول الله . قال النبي : يا عم ، مالي أرى الناس يصدرون ولا يردون ؟ ! قال : يا ابن أخي ، ما في المدينة مؤمن إلا وقد أكل من طعامك ، حتى ان جماعة من المشركين دخلوا في عداد المؤمنين ، فأحببنا أن لا نمنعهم ليروا ما أعطاك الله تعالى من المنزلة العظيمة والدرجة الرفيعة . قال النبي : يا عم ، أتعرف عدد القوم ؟ قال : لا علم لي ، ولكن إن أردت أن تعرف عدد القوم فعليك بعمك حمزة . فنادى النبي : أين عمي حمزة ؟ فأقبل يسعى ، وهو يجر سيفه على الصفا - وكان لا يفارقه سيفه شفقة على دين الله - فلما دخل على النبي رآه ضاحكا ، فقال له النبي : مالي أرى الناس يصدرون ولا يردون ؟ قال : لكرامتك على ربك ، اطعم الناس من طعامك حتى ما تخلف عنه موحد ولا ملحد . قال : كم طعم منهم ؟ هل تعرف عددهم ؟ قال : والله ، ما شذ علي رجل واحد ، أكل من طعامك في أيامك تلك بعدة ثلاثة آلاف وعشرة اناس من المسلمين ، وثلاثمائة رجل من المنافقين . فضحك النبي صلى الله عليه وآله حتى بدت نواجذه . ثم دعا بصحاف ، وجعل يغرف فيها ويبعث به مع عبد الله بن الزبير و عبد الله ابن عقبة إلى بيوت الارامل والضعفاء والمساكين من المسلمين والمسلمات ، والمعاهدين والمعاهدات ، حتى لم يبق يومئذ بالمدينة دار ولا منزل إلا ادخل إليه من طعام النبي صلى الله عليه وآله ثم نادى : هل فيكم رجل يعرف المنافقين ؟ فأمسك الناس ، فنادى الثانية فلم يجبه أحد ، فنادى : أين حذيفة بن اليمان . قال حذيفة : وكنت في هم من العلة ، وكانت الهراوة بيدي ، وكنت أميل ضعفا ، فلما نادى باسمي لم أجد بدا أن ناديت : لبيك يا رسول الله . وجعلت أدب فلما وقفت بين يديه ، قال : يا حذيفة ، هل تعرف المنافقين ؟ قال حذيفة : ما المسؤول أعلم بهم من السائل . قال : يا حذيفة ، ادن مني فدنا حذيفة من النبي ، فقال النبي : استقبل القبلة بوجهك . قال حذيفة : فاستقبلت القبلة بوجهي ، فوضع النبي يمينه بين منكبي ، فلم يستتم وضع يمينه بين كتفي حتى وجدت برد أنامل النبي في صدري ، وعرفت المنافقين بأسمائهم وأسماء آبائهم وامهاتهم ، وذهبت العلة من جسدي ، ورميت بالهراوة من يدي ، وأقبل علي النبي فقال : انطلق حتى تأتيني بالمنافقين رجلا رجلا . قال حذيفة : فلم أزل اخرجهم من أوطانهم ، فجمعتهم في منزل النبي وحول منزله ، حتى جمعت مائة رجل واثنين وسبعين رجلا ، ليس فيهم رجل يؤمن بالله و يقر بنبوة رسوله . قال : فأقبل النبي على علي عليه السلام وقال : احمل هذه الصحفة إلى القوم . قال علي : فأتيت لاحمل الصحفة ، فلم أقدر عليها ، فأستعنت بأخي جعفر وبأخي عقيل ، فلم أقدر عليها ، فلم نزل نتكامل حول الجفنة إلى أن صرنا أربعين رجلا فلم نقدر عليها ، والنبي قائم على باب الحجرة ينظر إلينا ويتبسم ، فلما أن علم أن لا طاقة لنا بها ، قال : تباعدوا عنها ، فتباعدنا فطرح ذيل بردته على عاتقه ، وجعل كفه تحت الصحفة وشالها إلى منكبه ، وجعل يجري بها كما ينحدر سحاب في صبب فوضع الصحفة بين أيدي المنافقين ، وكشف الغطاء عنها ، والصحفة على حالها لم ينقص منها ، ولا خردلة واحدة ، ببركة رسول الله صلى الله عليه وآله ، فلما نظر المنافقون إلى ذلك قال بعضهم لبعض ، وأقبل الاصاغر على الاكابر وقالوا : لا جزيتم عنا خيرا ، أنتم صددتمونا عن الهدى بعد إذ جاءنا ، تصدونا عن دين محمد ، ولا بيان أوثق مما رأينا ، ولا شرح أوضح مما سمعنا ؟ ! وأنكر الاكابر على الاصاغر ، فقالوا لهم : لا تعجبوا من هذا ، فإن هذا قليل من سحر محمد . فلما سمع النبي مقالتهم حزن حزنا شديدا ، ثم أقبل عليهم فقال : كلوا ، لا أشبع الله بطونكم . فكان الرجل منهم يلتقم اللقمة من الصحفة ويهوي بها إلى فيه ، فيلوكها لوكا شديدا ، يمينا وشمالا ، حتى إذا هم ببلعها خرجت اللقمة من فيه ، كأنها حجر . فلما طال ذلك عليهم ضجوا بالبكاء والنحيب ، وقالوا : يا محمد . قال النبي : يا محمد ! قالوا : يا أبا القاسم . قال النبي : يا أبا القاسم ! قالوا : يا رسول الله . قال النبي : لبيكم . وكان صلى الله عليه وآله إذا نودي باسمه يا أحمد يا محمد ، أجاب بهما ، وإذا نودي بكنيته ، أجاب بها ، وإذا نودي بالرسالة والنبوة أجاب بالتلبية . فقال النبي : ما الذي تريدون ؟ قالوا : يا محمد ، التوبة التوبة ، ما نعود - يا محمد في نفاقنا أبدا . فقام النبي على قدميه ، ورفع يديه إلى السماء ، ونادى : اللهم إن كانوا صادقين فتب عليهم ، وإلا فأرني فيهم آية لا تكون مسخا ولا قردا . لانه رحيم بامته . قال : فما اشبه ذلك اليوم إلا بيوم القيامة ، كما قال الله عزوجل : * يوم تبيض وجوه وتسود وجوه * (آل عمران 3 : 106 ) فأما من آمن بالنبي فصار وجهه كالشمس عند ضيائها ، وكالقمر في نوره . وأما من كفر من المنافقين ، وانقلب إلى النفاق والشقاق ، فصار وجهه كالليل في ظلامه . وآمن بالنبي مائة رجل ، وانقلب إلى الشقاق والنفاق اثنان وسبعون رجلا ، فاستبشر النبي بإيمان من آمن . وقال : لقد هدى الله هؤلاء ببركة علي وفاطمة . وخرج المؤمنون متعجبون من بركة الصحفة ومن أكل منها من الناس . فأنشد اب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت نوفمبر 12, 2011 4:27 am من طرف يتيم فاطمة
» تِلكُم أمّ أبيها
الأربعاء أغسطس 10, 2011 9:28 pm من طرف يتيم فاطمة
» شذرات نبويّة.. على جبين فاطمة عليها السّلام
الأربعاء أغسطس 10, 2011 9:26 pm من طرف يتيم فاطمة
» يوم الوقت المعلوم
الإثنين يوليو 04, 2011 10:14 pm من طرف يتيم فاطمة
» اشراقات حسينية في الثورة المهدوية
الإثنين يوليو 04, 2011 10:09 pm من طرف يتيم فاطمة
» ملامح الدولة العالمية على يد الإمام المهدي عليه السلام
الإثنين يوليو 04, 2011 10:07 pm من طرف يتيم فاطمة
» أسماء وألقاب السيدة المعصومة
الإثنين يوليو 04, 2011 10:03 pm من طرف يتيم فاطمة
» علم السيدة المعصومة عليها السلام ومعرفتها
الإثنين يوليو 04, 2011 10:01 pm من طرف يتيم فاطمة
» ولادة السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام
الإثنين يوليو 04, 2011 9:58 pm من طرف يتيم فاطمة