مواضيع مماثلة
بحـث
المواضيع الأخيرة
عائشة تشهد بأن فاطمة أصدق الناس لهجة بعد النبي (ص)
صفحة 1 من اصل 1
عائشة تشهد بأن فاطمة أصدق الناس لهجة بعد النبي (ص)
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
مقالة لسماحة الشيخ علي الكوراني
بعنوان عائشة تشهد بأن فاطمة اصدق الناس لهجة بعد النبي صلى الله عليه واله وسلم
خلاصة :
كتب علي القاضي في الموسوعة الشيعية ، بتاريخ 6-2-2000 ، الرابعة عصراً ، موضوعاً بعنوان ( الزهراء .. أصدق الناس لهجة )، قال فيه : لقد منّ الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وآله بفاطمة عليها السلام ، التي تكونت نطفتها وانعقدت من غذاء النبي من ثمر الجنة
نص المقال :
كما أخرجه كل من السيوطي في ذيل تفسير قوله تعالى : سبحان الذي أسرى بعبده . . والتي كان صلى الله عليه وآله يشمها كلما اشتاق الى ريح الجنة. ( الحاكم في مستدركه :3 /156. والمحب الطبري في ذخائر العقبى ص36 و44 . والخطيب البغدادي في تأريخه : 5 /87 و12 /331 ). وأنها عليها السلام صدّيقة. كما أخرجه المحب الطبري في الرياض النضرة :2 /202 . وأنها خيرة الله . الخطيب البغدادي في تاريخه ج1 ص 259
فقد كانت سلام الله عليها بالإضافة الى ذلك كله أصدق الناس لهجة ، فقد روي عن عائشة أنها كانت إذا ذكرت فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وآله قالت : مارأيت أحداً كان أصدق لهجة منها ، إلا أن يكون الذي ولدها . ( الحاكم : 3 /160 ) وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم . وابن عبد البر في إستيعابه : 2/751. والحافظ الأصبهاني في حلية الأولياء :2 /41 ) .
ولكن رغم ذلك كله فلم يقبل الخليفة الأول قولها بملكية فدك ، وأنها حقها ! فهل يشك في مثل فاطمة ولايقبل قولها ؟!!
وكتب ذو الفقار بتاريخ 6-2-2000 ، السادسة مساءً :
أحسنت ورحم الله والديك يا أبا حسن .
قال العاملي : يناسب هنا أن نورد كلمات للمرجع الديني الوحيد الخراساني مد ظله ، في مقام الصديقة الزهراء سلام الله عليها :
( 1 )
قال عليه السلام : فمن عرفها ، يعني حق المعرفة ، فقد أدرك ليلة القدر.. فليلة القدر التي لاينالها أحد.. موجودةٌ هنا . .
بعد هذه الفقرة .. قال عليه السلام : ( إنما سميت فاطمة ، لأن الخلق فطموا عن معرفتها ) فأي شخصية هذه التي عز مقامها عن أن ينال الخلق معرفتها؟! لا بد لنا أن نتأمل في هذا الأمر.. بل هو مطلب ينبغي أن يتأمل فيه كبار مفكري الانسانية ، من أصحاب الأفكار الراقية ، التي بلغت مستوى عالياً من النضج والرشد .. ويتساءلوا عن حقيقة هذه المسألة ؟!
ليلة القدر.. ليلة تنزل القرآن .. التي يقول الله تعالى عنها أيضاً ( إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين ).. وها نحن نسمع في تفسير هذه الليلة المباركة التي يفرق فيها كل أمر حكيم.. أنها فاطمة ! وتلاحظون أن تعليل هذا المطلب جاء بتعليل تسميتها ( إنما سميت فاطمة لأن الخلق فطموا عن معرفتها ) ! وكلمة الخلق أوسع نطاقاً من كلمة الناس ، فهي تشمل الإنس والجن .. الى أن تصل الى الملائكة ( الذين أسكنتهم سماواتك ورفعتهم عن أرضك ) .. فحتى هؤلاء فطموا عن معرفتها !!
إذن ما الخبر ؟! ومن هي هذه الامرأة .. وما ذا فيها من حقيقة غيب هي أرفع من أن ينال معرفتها أصحاب العقول الراقية ..؟!!
من أجل فهم هذه المسألة لابد من عقل قوي تربى بالقرآن، واستدلال معتمد على أكثر الأدلة قطعية يعني القرآن .. بمساعدة السنة القطعية .. فلعله يستطيع أن يفتح نافذة صغيرة على هذا المطلب العظيم .
لأن الخلق فطموا عن معرفتها ..
لماذا ؟ وأي سر في شخصية فاطمة .. فطم الخلق عن معرفته ..؟!!
( 2 )
خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وقد أخذ بيد فاطمة ....
وردت هذه الرواية بمضامين مختلفة .. في مصادر الخاصة والعامة .. وهذا نص كلامه صلى الله عليه وآله : (من عرف هذه فقد عرفها ، ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمد ، وهي بضعة مني ، وهي قلبي الذي بين جنبي ، فمن آذاها فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ) !
أنظروا الى التعبير .. فمجلسنا والحمد لله يكفيه إلفات النظر فقط .. ما معنى أن يخرج النبي آخذاً بيد فاطمة .. ؟
إن عمل النبي هذا في حق فاطمة كعمله في حق علي يوم الغدير .. صلوات الله عليهم . في يوم الغدير أصعد النبي علياً معه على المنبر ، وأخذ بيد ذلك الرجل الفريد في العالم ورفعها ..
وفي هذا اليوم عندما خرج آخذاً بيد فاطمة الامرأة الفريدة في العالم.. قال: من عرفها فقد عرفها . . . ومن لم يعرفها فليعرفها .. لاحظوا كيف قدمها النبي صلى الله عليه وآله للأمة . . وعرفهم مقامها درجةً درجة . .
إن لكلام النبي صلى الله عليه وآله في أنفس مستمعيه وقارئيه جاذبيات خاصة متنوعة .. في المرتبة الأولى قال : بضعةٌ مني.. لاحظوا كلمة بضعة.. ثم انتقل من التنزل الى الترفع الى المرتبة الثانية فقال ( وهي قلبي الذي بين جنبي ) . .
وعندما يقول النبي ( أنا ) فالأنا هنا غير كلمة بدني .. البدن مضاف وضمير المتكلم مضاف اليه .. فهنا تعابير خاصة .. بضعةٌ مني .. وهي أبلغ من بضعة من بدني .. وقلبي الذي بين جنبي غير قلبي .. إنها قلب بين جنبي الشخص الذي ( إنيته ) مبدأ ومنشأ كل الفضائل البشرية .. (كنت نبياً وآدم بين الماء والطين ) .. قلب إنسان بهذه الصفة .. معناه أنه لو أخذت مني فاطمة .. فسأبقى بدنا بلا روح !
هذه الإمرأة .. الى أين وصلت حتى بلغت مقاماً كهذا .. صارت قلباً بين جنبي علم وعمل .. فجنب النبي الأيمن علم.. وجنبه الأيسر عمل .. علمٌ .. عنده تتلاشى كل علوم الأنبياء ! وعملٌ.. عنده تتلاشى كل أعمال الأولياء .. والقلب الذي بين هذين الجنبين .. هي الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء عليها السلام !! هنا يتضح سر النص الحديث القدسي في النبي والعترة: ( هم فاطمة وأبوها .. وبعلها وبنوها ) !
سيدتي ما ذا فعلت حتى صرت المحور والقطب ؟!
سيدتي ما ذا فعلت حتى صرت قلب عالم الوجود ؟!
سيدتي ماذا فعلت حتىصرت في مقام قال عنك خاتم النبيين صلوات الله عليه : ( من صلى على فاطمة فهو معي أينما كنت في الجنة ) !
إن العمل الذي عملته .. لايعرف كنهه وقيمته إلا الله تعالى .. وإلا الذين هم خزائن أسرار الله تعالى .. أنت تلك العظيمة التي يقول فيك الامام الصادق عليه السلام .. لو أن الناس حاولوا جادين أن يعرفوا كنه فاطمة لما عرفوها .. ( لأن الناس فطموا عن معرفتها ) !
إن ماذكرناه هو ألف باء المطلب.. ونصل من كلام الامام الصادق عليه السلام الى مرحلة ( اللهم إني أسألك بفاطمة وأبيها وبعلها وبنيها )!
تأملوا .. فكروا.. وتفهموا سر هذه الكلمات : ( اللهم إني أسألك بفاطمة وأبيها وبعلها وبنيها ) .. فالسؤال بفاطمة .. وأب فاطمة .. وبعل فاطمة .. وأبناء فاطمة .. ونختم هذا الدعاء بكلمة .. هي ختم الكلام ..
في معراج النبي صلى الله عليه وآله .. أخذوه الى شجرة طوبى .. وقطفوا له من ثمرها .. وأطعموه منها .. ومن هذا الثمر انعقدت نطفة فاطمة .. وفي هذه النطفة وضعوا جوهر روح .. اختارها الله تعالى أشرف ما في خزائنه من جواهر !! المسألة هنا .. ( والسر المستودع فيها ) .. فأي سر هذا السر .. الذي كان لابد له من مقدمات .. معراج النبي .. وأن يتناول من شجرة طوبى وثمار الجنة.. ليتكون البدن الذي يكون محلاً لهذا السر !!!
هذا السر .. يحتاج الى فرصة أخرى لبيانه .
( 3 )
يا بنت رسول الله .. أيتها الصديقة الطاهرة ..
من أنت.. والى أي مقام وصلت.. بحيث أن الذي يموت على ولايتك .. يصير قبره مزاراً لملائكة الرحمة ؟! فكيف يكون قبرك أنت ..؟!!
الذي يتشرف بموالاتك .. بعد أن يموت ويدفن وينام في قبره .. يطوف حوله ملائكة الرحمة كما تطوف الفراشات حول السراج ..!
ترى .. من الذين يطوفون حول قبرك أنت.. حيث حل جثمانك الطاهر...
أيها الفخر الرازي .. أيها الزمخشري .. هل فهمتما ماذا قلتما عندما قلتما وكتبتما عن فاطمة .. هل فهمتما أن رحمة الله التي وسعت كل شئ .. لاتشمل من آذى فاطمة ؟ وأن الذي يغضب فاطمة ولا يرتبط بولايتها بخيط ولاء ، يخرج عن مفهوم الشيئية .. ويستحق أن يكتب على جبينه : منقطع عن الله ، آيس من رحمة الله ..
أيها الفخر الرازي .. هل فهمت ماكتبت .. ؟ كتبت أن الايمان وجوداً وعدماً .. هذه واحدة .. وقلت .. الايمان كمالاً ونقصاً .. يرتبط بمحبة فاطمة الزهراء ..هل فهمت لوازم ما قلت وكتبت ..؟
أنت قلت . . وصححت .. وأمضيت .. أن النبي صلى الله عليه وآله قال : ( من آذى فاطمة فقد آذاني .. غضب فاطمة عضبي ... ) .
هنا .. أمام هذه الكلمات .. أتكلم دقائق فقط في بعض أبعاد هذا الحديث الشريف الذي أورده الفخر الرازي في تفسيره ، ونسبه الى النبي على نحو القطع بدون ترديد فقال ( قال رسول الله صلى الله عليه وآله . . . ) ..
قصة هذا الحديث أنه ورد أو صدر بعدة صيغ .. فبعض صيغه بلفظ
( رضا فاطمة رضاي .. وغضب فاطمة غضبي ) وفي صيغة أخرى ( إن الرب يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها ) وفي صيغة أخرى ( إن الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها ) . والحديث من ناحية السند مفروغ عنه.. فلايوجد أحد من أهل الجرح والتعديل تردد في تصحيحه.. حتى رأس النقاد السنيين وإمام المدققين عندهم شمس الدين الذهبي ، صححه بلفظ ( إن الرب يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها ) !!
ترى هل فهموا ماذا رووا وما كتبوا ... وأن معنى هذا الحديث أن فاطمة لها مقام العصمة .. نعم مقام العصمة .. لكنها ليست كعصمة يعقوب وعصمة ويوسف ، ولا كعصمة موسى وعيسى .. بل ولا كعصمة ابراهيم.. عليهم السلام .. عصمة .. وصلت اليها فاطمة وحدها ، هي العصمة التي هي من شأن النبي الخاتم صلى الله عليه وآله ..!
إن الرب ليغضب لغضب فاطمة ويرى لرضاها.. وسؤالنا للفخر الرازي هو : إذا لم تكن فاطمة معصومة من الخطأ ، ومعصومة من الهوى.. فإن أقل انحراف في رضاها وغضبها عن نقطة الحق المستقيمة.. يوجب قهراً أن يتعلق رضا الله تعالى وغضبه بالباطل ..!! وعليه .. فإنه بحكم البرهان تكون الصديقة فاطمة وصلت الى ذلك الأفق المبين ، واتخذت منزلاً في ذلك المقام المكين .. هناك حيث كل العقول تتعطل عن العمل ..
ليس الوقت الآن وقت بيان ماهي العصمة .. المسألة هنا فوق العصمة.
أرجو أن تنتبهوا .. ماهي العصمة ؟ العصمة أن يصل الانسان الى مستوى يرتفع غضبه ورضاه عن حد الحيوانية ويصل الى حد العقلانية .. ثم لابد أن يعبر عن حد العقلانية الى حد الربانية .. فيكون رضاه رضا الله وغضبه غضب الله.. هناك يصل الانسان الى مستوى أنه يغضب حيث يغضب الله تعالى ، وحيث يرضى الله تعالى يرضى هو !!
لكن المسألة هنا فوق هذا .. فتارة نقول إن فاطمة وصلت الى مستوى صارت بحيث تغضب حيث يغضب الله تعالى وترضى حيث يرضى الله تعالى . .
لكن الذي قاله النبي صلى الله عليه وآله موضوع آخر .. قال إن الله يغضب عندما تغضب فاطمة ، ويرضى عندما ترضى فاطمة !!
هنا يقف جواد العقل البشري .. ولو كان جواده كميتاً ..
( 4 )
اتفقت كلمة أئمة التفسير والحديث على ما أقوله اليوم ، وخلاصته : عندما خرج النبي صلى الله عليه وآله للمباهلة مع نصارى نجران .. خرج وعليه مرط أسود .. في ذلك اليوم الموعود .. وبعد أن أقام عليهم الحجة بالبرهان العلمي القاطع بالوحي وقوله تعالى (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ) بعد هذه البرهان وصل الأمر الى المحاجة والمباهلة !
المطلب عندكم واضح ، لكن المهم هو أن نعرف رواية السنيين للحديث ، وما نذكره هو من أتقن الروايات التفسيرية والحديثية ، ولا يختص باعتقادنا نحن الشيعة ومصادرنا . .
وما ينبغي توضيحه من الموضوع هو: لقد وصلت القضية الى المباهلة .. فما هي حقيقة المباهلة ؟ حقيقتها تتضح من قول رأس النصارى الذي سيأتي.. خرج رسول الله وعليه مرط أسود.. وقد حمل الحسين عليه السلام على صدره واحتضنه !
الامام الحسين في ذلك الوقت كان في سن يستطيع أن يمشي .. لكن لأمر ما خرج النبي صلى الله عليه وآله بهذه الصفة .. محتضناً الحسين .. آخذاً بيد الحسن يجره الى جانبه ..لاحظوا تعبير النص بدقة ..
النبي في الأمام محتضناً الحسين، آخذاً بيد الحسن.. وخلفه فاطمة الزهراء . .
وخلفها علي بن أبي طالب ..
إنه نفس النبي الذي قال فيه الله تعالى ( وما ينطق عن الهوى ).. وهي آية ليست عادية .. فالذي لاينطق عن الهوى .. لايفعل عن الهوى .. إنه نفس النبي الذي يقول فيه الله تعالى (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) .. إنه نفسه الذي سنته ليست فقط قوله .. بل سنته فعله .. سنته تقريره .. وكل حركاته وسكناته سنة ..كل أطواره وأحواله سنة ..وكل ما يرتبط بمقام ( فدنا فتدلى فكان قاب قوسين أوأدنى ) !! إنه خلاصة العالم .. وإنه النبي الخاتم .. وجوهر الوجود ، والشخص الاول في عالم الكون ..
إن شخصاً من هذا النوع .. النظرة الواحدة منه عالم من الحكمة .. وكل عمل منه ربيع ملئ بالمعرفة .. وعندما يكون هو في المقدمة وفاطمة خلفه وعلي خلفهما .. فهذا عمل له معنى .. ومعناه : أن فاطمة هي البرزخ بين النوة الكبرى والولاية العظمى .. معناه أن فاطمة فيها جنبة القطب والمحور ..
ولها موقع المركزية بين مقام الوحي الأعظم وتبليغ الوحي . . وبين مقام تفسير الوحي . . فأمام فاطمة النبي وتبليغ الوحي . . ووراءها تفسير الوحي ..
هذه فاطمة الزهراء..هذه مجهولة القدر عند جميع العوالم ..هكذا خرج رسول الله صلى الله عليه وآله الى المباهلة.. فماذا كان التأثير ، وماذا حدث ؟
عندماجاء رئيس أساقفة نجران في وفد علماء النصارى وشخصياتهم، ورأى هذا المنظر ، لم يملك نفسه أن قال : والله إني لأرى وجوهاً لو أقسمت على الله أن يزيل الجبال لأزالها من مواضعها ..
وجوهٌ إذا حركت شفاهها بالدعاء.. أو مدت أيديها الى السماء.. لامتلأ الوادي على وفد النصارى ناراً .. ولما بقي نصراني على وجه الأرض !!
ياليت أن فهم هذا الأسقف النصراني كان توأماً مع نقل الفخر الرازي!
لكن مع الأسف فإنا نرى نقل الحديث من الفخر الرازي .. بينما درايته من الأسقف النصراني . . ! ! وهذا بذاته مصيبة كبرى !
قال الأسقف النصراني لقومه يجب أن نعمل بكل وسيلة لكي لا يرفع هؤلاء أيديهم بالدعاء !!
وكان النبي صلى الله عليه وآله قال لفاطمة وعلي والحسن والحسين: ( إذا دعوت فأمنوا ) !! التفتوا الى هذه الكلمة .. ما معنى هذه الجملة أيها الفخر الرازي ؟ أيها الزمخشري ؟ أيها البيضاوي ..؟
معناها أنه : أن النبي يقول عملي تطبيق لأمر الوحي بقوله تعالى (فمن حاجك فيه من بعد ماجاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين ) فأوجب أن يجتمع هؤلاء .. ولذا قال لهم النبي : إذا دعوت فأمنوا .. ومعنى هذا أن دعائي بصفتي خاتم النبيين مقتض .. لكن شرط فعلية اقتضاء المقتضيي أنفاس فاطمة الزهراء .. فلا بد أن ينضم آمينها الى دعائي .
هكذا قرر الوحي .. وهكذا قررت السنة .. أن دعاء الزهراء شرط لدعاء النبي صلى الله عليه وآله .. والمقتضي محال أن يؤثر بدون شرطه .. ففي هذا المقام مقام مباهلة النبي صلى الله عليه وآله مع النصارى.. لا بد مع رفع النبي يديه نحو السماء أن ترتفع معه أيدي أربعة آخرين.. حتى يستجاب الدعاء ويتحقق المطلوب .. !! وما دام الأمر هكذا .. فياترى ماهو علي ؟ وماهي فاطمة ؟ وماهو الحسن بن علي ؟ وما هو الحسين بن علي ؟!!
( 5 )
من ابن قتيبة . . الى محمد فريد وجدي ..كتبوا ..
كتب وجدي في دائرة معارفه أن عمر جاء الى باب بيت علي فقال : ياعلي أخرج فبايع وإلا أحرقت عليكم هذا البيت بمن فيه !
من الذين كانوا في ذلك البيت ؟! أيها الفخر الرازي .. أيها القاضي البيضاوي.. أيها الزمخشري .. يا جلال الدين السيوطي .. أنتم رجال فهم.. فلماذا هنا لم تفهموا .. هذا الشخص الذي جاء الى هذا البيت .. وقال يا علي أخرج ، وإلا حرقت عليكم الدار بأهلها ..؟!
فلله الحجة البالغة .. قيل لعمر : إن في البيت فاطمة ! ففي ذلك معنى كبير . . يعني داخل هذا البيت تلك التي قال فيها النبي صلى الله عليه وآله ( من آذاها فقد آذاني .. ومن آذاني فقد آذى الله ) !
كتب ابن قتيبة .. وكتبوا كلهم أن عمر قال : وإن .. وإن !!
وإذا كان الأمر كذلك فعندي سؤال : انتبهوا فوالله مهما بكى البشر لهذه المصيبة فهو قليل .. سؤالي : أي بيعة هذه التي هاجم البييت من أجلها وقال لعلي أخرج وبايع ..؟! إنها تلك البيعة التي قال عنها نفس هذا الذي أراد إحراق البيت من أجلها . . قال عنها ( بيعة أبي بكر فلتة وقى الله المسلمين شرها ) .
لقد تمت الحجة علىكل العالم .. فنفس ذلك الشخص الذي جاء ليحرق بيتا فيه فاطمة وعلي والحسن والحسين .. نفسه قال كما في البخاري .. إن بيعة أبي بكر كانت فلتةً وغلطاً وخطيئةً وقى الله الأمة شرها !!
أيها الرجل.. إذا كانت البيعة هذه البيعة .. باعترافك أنت ..!! فلماذا ؟!!
أيها العلماء السنيون .. هذا الرجل الذي قال تلك الكلمة هل هو عاقل أم مجنون ..؟ إن كان مجنوناًً فهو بحث .. وإن كان عاقلاً .. فإن إقرار العلاء على أنفسهم جائز !!
الله أكبر.. تلك البيعة التي اعترف ذلك الشخص بأنهاكانت غلطاً.. جاء ليحرق فاطمة الزهراء من أجل حفظها! ترى..هل يوجد مظلوم في العالم أكثر من هذه الحرة .. ؟ والله كلما فكرنا لانرى أعظم من هذه المصيبة !!
( 6 )
سر .. هي سر .. سر الله الأعظم ..
كان قلبها سراً .. وما في ذلك القلب كان سراً ..
ألمها كان سراً .. لونها كان سراً ..
ما تحملته كان سراً ..
قدرها كان سراً .. مقامها سراً ..
سرٌّ في سر .. وحتى القبر الذي حوى جثمانها كان سراً ..
ماذا فعلت يابنت رسول الله حتى صرت سر الله .. والى أي مقام وصلت؟!
الذي أستطيع أن أقوله إن العمل الذي قامت به فاطمة أحيت به من آدم الى النبي الخاتم . . العمل الذي عملته . . به أحيت اسم الله تعالى . .
عملت عملاً .. به أحيت كل حرمات الله تعالى ..
عندما يموت المؤمن .. أول تحفة يقدمونها له في الجنة أنهم يقولون له : كل من شارك في تشييع جنازتك مغفور له ..
فاطمة تعرف ذلك .. لكنها قالت : ياعلي لاتُعلم بموتي أحداً منهم !
هذا العمل وماأحدثه.. جدير بأن نفكر فيه كثيراً .. لنعرف ماذا حدث..؟
عندما غادر النبي الدنيا صلى الله عليه وآله .. كانت فاطمة في كامل النشاط وغاية السلامة .. وبعد مضي خمس وسبعين يوماً لحقت به الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام .. وفي الليلة التي غسلوا جثمانها قالوا إنها كانت من ضعفها كالخيال! يعني أن جسدها الذي وضعوه على المغتسل كان كالشبح !! لم يبق إلا نفَسٌ خافتُ ... أومقلةٌ إنسانها باهتُ !!
( 7 )
هذه فاطمة الزهرا .. هذه الإنسية الحورا .. هذه الصديقة الكبرى ..
هذه الانسانة التي هي قطب دائرة النبوة العظمى والولاية الكبرى ..
والله إن قدر فاطمة الزهراء مجهول في كل العالم ..
أن يكون قدرها مجهولاً في مراكز السنيين وبلادهم .. ليس فيه حسرة .. لكن في دولة فاطمة .. هنا دولة الزهراء .. هنا بلد فاطمة ..
في دولة فاطمة الزهراء .. من أجل ذكرى جم .. من أجل نوروز العجم.. عطلةٌ رسمية طويلة .. لكن من أجل يوم شهادة فاطمة الزهراء لايوجد تعطيل رسمي ليوم واحد ! المجهولة قدراً .. المجهولة قدراً ..
أما متى يعلم مقام فاطمة ويعرف قدرها . . ؟ يعرف قدرها في ذلك اليوم الذي تبعث من تربتها.. يقول حجة الله.. فيبعث الله تعالى لاستقبالها سبعين ألف ملك بلواء التكبير ، وسبعين ألف ملك بلواء التسبيح يرافقونها حتى تستقر في مقرها .. هذا النوع من التكريم والتقدير الالهي لم يصدر أمر الله بمثله لابراهيم أب الأنبياء .. ولا لموسى بن عمران .. ولا لعيسى بن مريم .. مع أن خزائن الله لا تتناهى ..
إنه يفتح لفاطمة اعتبارا غير محدود .. يأتيها جبرئيل فيقول لها : سلي حاحتك تعطين . . . ولا حد لهذه الحاجة . . مهما شئت فاطلبي . . فماذا تطلب فاطمة من الله تعالى ؟
أرجو الدقة في هذا الموضوع أيها العلماء .. أنتم أهل دقة ففكروا .. وانظروا الى رقي هذه المسألة . . ؟ الطلب من الله تعالى في ذلك اليوم هو الجزاء .. والجزاء غير العمل .. ولكن فاطمة .. عندما يقال لها أطلبي حاجتك من الله تعالى .. تقول : اللهم أرني الحسن والحسين ! إنها تريد أن ترى العمل قبل الجزاء .. يعني إلهي أرني الذي عملته كما هو ، ليكون الجزاء متناسباً معه . . فيأتونها بالحسن والحسين وأوداج الحسين تشخب دماً !!!
( 8 )
دخل النبي صلى الله عليه وآله الى بيت فاطمة .. فرآها وعليها كساء من وبر الابل !! نظر اليها فرأى حالتها . . رأى ابنته التي امضت ليلها في محراب عبادتها ولم تكد تنم . . وفي الصباح بدأت بعملها .. وهذا لباسها ، فانكسر قلبه لها ودمعت عيناه . .
انكسار قلب النبي صلى الله عليه وآله ليس أمراً عاديا ساذجاً .. وعندما يجري دمع النبي.. فإن دمع باطن الوجود يجري .. فبكى رسول الله وقال لها: إصبري على مرارة الدنيا ..
ما نقله السيوطي وابن الدلال وابن النجار والبقية.. لانفهم منه ماذا كانت القضية وماذا جرى.. القدر الذي نفهمه أن النبي صلى الله عليه وآله خرج من عندها فنزل عليه جبرئيل بقوله تعالى ( ولسوف يعطيك ربك فترضى ) !!
( 9 )
الرجل الفريد في العالم .. الذي لم تستطع خيبر أن تخضعه .. ولا استطاع الخندق أن يحني ظهره .. الذي أمضى ليلة المبيت على فراش النبي على هولها ، فلم يخف . . نراه في ليلة موت فاطمة . . منكسرا لا حيلة له !!
قلَّ يارسول الله عن صفيتك صبري ..إنها شكوى لم يشكها الى أحد.. فلم يكن عنده من يبث اليه ما لاقاه .. إلا الذي خاطبه بهذه الآهات .. قل يا رسول الله عن صفيتك صبري ..
ماذا جرى حتى دفنت فاطمة الزهراء ليلاً ؟
ماذا حدث.. حتى صار الأمر هكذا .. ؟! إنها حادثة من نوع لا يستطيع الانسان أن يكون مسلماً ويغمض عينه عنها، إلا أن يكون في إسلامه خلل !
وهل يمكن لإنسان أن يؤمن بنبوة النبي صلى الله عليه وآله .. ثم يتساهل في مظلومية فاطمة الزهراء والصديقة الكبرى ، محور آل العبا ، وحرمة الرسول والله في أرضه .. ويغمض عينيه عن قصة دفنها ليلاً ، وعن الجناية التي ارتكبوها في حقها ..؟! إنها هذه الجناية يجب أن تكون محور البحث بين جميع عوامنا وجميع خواصنا .. ترى ماذا كان .. وماذا جرى ، حتى وصل الأمر الى شهادتها .. ؟!
اللهم اغفر لنا .. ولا تجعلنا شركاء في ظلم فاطمة الزهراء .. اللهم اغفر لنا حتى لانكون مسؤولين في مقابل ذلك الأنين ، وتلك الدموع ، وتلك الآهات التي عاشت بها فاطمة .
كتب المفيد في شبكة هجر، بتاريخ 13-7-2001 ، موضوعاً بعنوان ( الشيخ العاملي.. ومن يحب أن يشارك .. في رحاب المصاب )، قال فيه : السلام على الجميع ورحمة الله وبركاته .. أشعر بأن الشبكات قد فقدت رونقها العلمي السابق، فلم نعد ندخل ونستفيد كما كنا في السابق وقد اشتعلت الشبكات بالمهاترات والكلام فيما لا ينفع والغيرة على الشخصيات من دون التفكير في الطائفة ، وشخصنة الحوارات ، على قولة العاملي ..
المهم . . آثرت أن نستفيد من الأخوة في هذا الموضوع . . قولهم صلوات الله عليهم : نحن حجج الله عليكم وفاطمة حجة علينا ..
ماذا تفهمون من هذا الكلام يا مولانا ؟ نرجوا الإفادة ..
وكتب محمد المفيد في 14-07-2001 م ، الحادية عشرة ليلاً : في انتظار الجواب .
وكتب العاملي في 15-07-2001 م ، الثامنة والنصف صباحاً :
جزاك الله خيراً أيها الأخ المفيد ، فقد عشت ببركة سؤالك .. بعض الوقت مع أحاديث نور النبي وأهل بيته الأطهار صلوات الله عليهم .. وتأملت في عدد منها ..
في خلق العالم من هذا النور . . وهي حقيقة تنص عليها الأحاديث النبوية الشريفة ، وأعتقد شخصيا بها ، وهي قضية يصعب استيعابها على الانسان العادي .
وفي مسيرة هذا النور في عوالم الوجود .. حتى افترق في أبناء عبد المطلب.. فكان في عبد الله وأبي طالب .. رضوان الله عليهم ، ثم اجتمع في فاطمة وعلي عليهما السلام ، ثم اتسق في منظومة الامامة التي قدرها الله تعالى منذ الأزل بعد آخر نبوة .. وشاءها شعلة وهاجة الى يوم الدين ..
أعتقد أننا لم نكتشف إلا القليل من عظمة هذه المنظومة الربانية ، وأن الله تعالى جعل ثقل حقيقتها من غيبه المنكنون .. وجعل أكثر مايسمح بمعرفته للناس ، مؤجلاً الى ظهور ختام المنظومة المحمدية .. الذي يملأ العالم بنور الاسلام .. ويملأ الله العالم بنوره مشكاته الرباني .
أيها الأخ المؤمن ، إن موقع الصديقة الزهراء سلام الله عليها من هذه المنظومة .. أنها حلقة الوصل لعودة وحدة النور في مساره وخطط الله فيه .. وهي بهذا المعنى حجة ربانية تكوينية على الأئمة المعصومين من ذريتها .. الذين تختلف الحجج عليهم عن الحجج علينا .
هذا معنى من معاني أنها حجة الله على المعصومين .. ومعنى آخر.. يعتقد به الوحيد الخراساني مد ظله الشريف ..أن الأئمة عليهم السلام .. قلوبهم متعلقة عملياً بالصديقة الزهراء عليها السلام .. وهو معنى من عالم الحياة الروحية، والفيض الرباني على عباده المعصومين ..
ختاماً .. أرانا بحاجة الى عدم الاسترسال .. فالتقية مستحبة أيضا أمام بعض الشيعة .. والله يرعاك .
صلوات الله عليك أيتها الحوراء الانسية.. والصديقة المرضية .. والشهيدة المضطهدة .
وكتب الموسوي في 15-7-2001 م ، التاسعة إلا ثلث صباحاً :
الأستاذ العاملي حفظه الله .. جزاكم الله ألف خير .. وبحق إجاباتكم رغم اختصارها فإنها تفتح آفاقا واسعة للتفكير لاستكشاف نقطة صغيرة في العالم الكبير لأسرار آل محمد صلوات الله عليهم .
والتقية أمام الشيعة وردت أكثر ما وردت في أحاديث الفضائل، حيث كان الأئمة عليهم السلام يخصون بعض أصحابهم بأسرارهم ، كسلمان الفارسي ، وجابر الجعفي، ويونس بن عبد الرحمن، رضوان الله تعالى عليهم .
وكتب محمد المفيد في 15-7-2001 م ، التاسعة صباحاً :
شكراً جزيلاً شيخي ومولاي علىهذه السطور الذهبية، التي تشع بنور الولاية العظمى .. نعم هذا الشيخ العاملي الذي عرفته منذ القدم .. أتذكر هذا الأسلوب تماماً وأنا إلى جانبكم في أول مرة تقع عيني على الكعبة المشرفة بمعيتكم ، ولا تزال كلماتكم يرن صداها في مسمعي ، وأنت متوجه بعينيك الى الكعبة المشرفة وقد توقفت قليلاً عند بداية الصحن المكي الشريف.. بهذا الأسلوب الذي لا يزال يفتح لنا الآفاق الروحية والعلمية، جئت اليوم تدلق علينا من معينك الصافي، تعرب عن بعض ما من الله عليك من معرفتها بالإشارة الخفية والجلية.. فشكراً جزيلاً لك ..
وفعلاً سأستفيد وأبني على ما تفضلت به في ليالي الفاطمية القادمة .. فأنت هبة الأئمة في عالم الإنترنت ، في عهد ضاعت فيه صرخات الصديقة الطاهرة، وغاب من يشدو بحقيقتها ، بل ظهر وغلب صوت شانئها . . روحي فداها ولا زلنا نطمع منكم المزيد ، ومن باقي الأخوة ، فهو حق أمَنا علينا ، في أيام مصابها .
وكتب العاملي في 15-7-2001، الحادية عشرة وعشرة دقائق صباحاً:
أشكركما أيها الفاضلان العزيزان .. المفيد والموسوي ، وقد استخرت الله على أن أبثكما شكوى من عالمي الداخلي ..
أفكر أحياناً، فأقول في نفسي : لا وفق الله الذين أجبرونا على أن ننشغل في الدفاع عن إثبات أصل مقام أهل البيت عليهم السلام .. وشغلونا عن العيش في أبعاد مقامهم .. وعوالم عظمتهم .. إن مثلنا كمثل الذي يدافع عن الجواهر الغالية .. فينشغل بذلك عن معايشتها والاستضاءة بنورها ، والالتذاذ برؤيتها ..
ترى .. هل سأفرغ مدة قبل موتي .. لألقي أحجاري .. وأشتغل بدل الدفاع عنهم .. بنظم قصائدي فيهم ..؟! وهل يمكن لي أن أجمع بين الدفاع عن أحب الخلق الي .. وبين نظم المواويل فيهم .. أرجو دعاءكم.
زرت الشيخ اسماعيل نمازي .. وهو صادق موثق من مرجع .. وحدثني عن ملاقاته لسيدي ومولاي صاحب الزمان روحي فداه.. فانشغل ذهني وما زال في أن أفهم وأستوعب .. مجرد فهم .. كيف يصل الانسان الكامل من هؤلاء العظماء صلوات الله عليهم .. الى أن يكون موضعاً لأسر ار الله تعالى ومظهراً لإرادته .. ينوي الشئ فيكون .. وينتقل في أرض الله ببدنه..كما ينتقل أحدنا بذهنه !!
كم هو الفرق بين متخصص في النبات .. ينظر الى نبتة أو شجرة .. وبين أبله يقف الى جانبه وينظر معه اليها ..؟ إنه نموذج مصغر للفرق بين من فهم شيئاً من مقام النبي والأئمة عليهم السلام .. وبين مسطحي الأذهان .. من السنة .. بل من الشيعة .
إن مثلنا عندما نبحث عن مقام الصديقة الزهراء سلام الله عليها والأئمة المعصومين عليهم السلام في دنيانا فقط .. كمثل الذي يبحث عن تأثير أشعة الشمس في غرفته فقط .. وكأن غرفته كل العالم .. وكل الكون الذي تشرق عليه الشمس .. الكون أوسع من هذا يا صاحبي .. والدنيا .. أصغر من مقام محمد وآل محمد .. صلوات الله عليهم .
تعود الناس في كل الشعوب أن ينظروا الى المرأة أنها أنثى .. فهذه حضارة الغرب .. لايمكنها أن تنظر اليها كإنسانة ! فهي عندهم إما أنثى .. أو قراضة خارجة عن الاستعمال .
كما تعودوا أن ينظروا الى المرأة أنها شر .. وهذه أمامك ثقافة اليهود وثقافة توراتهم الوثنية . . وقد عمت العالم المسيحي وغيره .. وهي تتحدث عن خطيئة حواء والحية وشر المرأة الذاتي !!
أما الصديقة الزهراء .. الانسانة الكاملة ..
والصديقة الزهراء .. الطاهرة المطهرة ..
والصديقة الزهراء .. أم الأئمة الاطهار ..
فهي مشروع الجواب الرباني . . الذي وأدوا إشراقته بدخان نيرانهم وطغيانهم !!
وكتب صوت الحكمة في15-7-2001 الحادية عشرة والثلث صباحاًَ:
شكراً يا شيخنا الجليل.. شكراً على هذه الكلمات النورانية في مولاتنا الزهراء عليها السلام .
شيخنا الجليل: هناك سؤال عن حديث للامام على عليه السلام عن النورانية لا أحفظ الحديث بالضبط ، ولكن مضمونها عن معرفة الامام على عليه السلام بالنورانية هل المقصود بها نور الله تعالى أو أهل البيت عليهم السلام . مع التفصيل إن أمكن .
وكتب أبو مهدي في 15-7-2001 ، الثانية عشرة ودقائق ظهراً :
آآآه ما أبعد الطريق إلى قدسها ...!
أيها الشيخ الفاضل أيها الأب الحاني .. لم نكأت الجرح ! ولماذا هذا الغور في المعرفة ؟ وكيف استطعت الدخول من بوابة النور إلى النور ؟ وأنت تعيش بين ظهرانينا.. إنه والله العجب ! إنتظر قليلا يا مولانا لعل البعض يرى من كوّة الباب ما يدله علي الحلقة ! إنتظر قليلا فلعل وعسى ، أقول لعل وعسى نصيب خيطاً من الضوء ينير لنا حالك الطريق .. أو نستزيد فنتوضأ وضوء أهل الجنة !
رويدك يا أبتاه لا تزج بنا في هذا العالم البرزخي فليس معنا إلا بطاقات .. صفراء . . باهتة . . يابسة . . تكاد أن تقع من فرط الجفاف . . فانتظر حتى حلول الربيع ! من ينتظر معي .. فإني من المنتظرين . . ؟
والصلاة والسلام عليك يا مولاتي يا سيدة نساء العالمين .
وكتب هادم اللذات في 17-07-2001 م ، الحادية عشرة صباحاً :
الشيخ الفاضل العاملي حفظه الله ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أولاً : أشكرك على هذه الكلمات الولائية الرائعة.
ثانياً : عندي استفسار حول ما ذكرتم ، أتمنى لو أحصل على إجابة له فإن لم يكن في المنتدى فعن طريق البريد .
شيخنا الفاضل قلتم : " إن موقع الصديقة الزهراء سلام الله عليها من هذه المنظومة .. أنها حلقة الوصل لعودة وحدة النور في مساره وخطط الله فيه ..
وهي بهذا المعنى حجة ربانية تكوينية على الأئمة المعصومين من ذريتها .. الذين تختلف الحجج عليهم عن الحجج علينا."
أقول : أرغب أن تتفضلوا علي بتوضيح ما يلي : ما المقصود بحجة ربانية تكوينيةعلى الأئمة عليهم السلام ؟ صحيح أن الزهراء عليها السلام ، كانت حلقة الوصل لعودة وحدة النور ، ولكن كيف يجعلها ذلك حجة على الأئمة عليهم السلام ؟؟
- ماهو وجه الإختلاف بين الحجج علىالخلق والحجج على الأئمة؟! ولماذا لم يكن عبدالله وأبو طالب عليهما السلام ، حجة على الأئمة ، لحملهما لذلك النور ؟
وكتب العاملي في 20-7-2001 م ، التاسعة إلا ثلث صباحاً :
الأخ العزيز هاذم اللذات .. بالنسبة الى قولك : ما هو وجه الإختلاف بين الحجج على الخلق ، والحجج على الأئمة عليهم السلام ؟ فإن حجة الله تعالى التي يحتج بها على عباده .. منها عام لكل الخلق ، ومنها خاص على كل عبد أو مجموعة بما يخصهم. ففي الكافي: 8/84 : عن الامام الصادق عليه السلام : إن الرجل منكم ليكون في المحلة فيحتج الله عز وجل يوم القيامة على جيرانه به فيقال لهم : ألم يكن فلاناً بينكم ، ألم تسمعوا كلامه ، ألم تسمعوا بكاءه في الليل ، فيكون حجة الله عليهم ) . انتهى .
مثلاً .. من حجج الله تعالى على رسوله محمد صلى الله عليه وآله أنه جعله خاتم الرسل وفضله على النبيين عليهم السلام ، وعرج به الى سماواته فأراه عالم ملكوته .. وأنزل عليه خاتم كتبه .. وأنعم عليه بذرية طيبة مباركة جعلهم من صديقة حوراء إنسية وجعلهم أئمة للأمة من بعده عليهم السلام .. وضمن له أن لايفترقا حتى يردا عليه الحوض .. الخ .
وحجته على الصديقة الزهراء عليها السلام الخصائص الفريدة التي وهبها والمقام العظيم الذي أعطاها إياه ..
وحجته على الأئمة عليهم السلام أنه جعلهم أئمة وحججاً له على خلقه وخصهم بما خصهم به .. ومن حججه عليهم أنه جعلهم من ذرية الصديقة المباركة فاطمة ، وأورثهم من نورها وخصائصها.. وجعل سيرتها قدوة لهم في التحمل والزهد والعبادة . . الخ .
أما معنى أنها حجة ربانية تكوينية على الأئمة عليهم السلام ؟ فلأن تكوينهم بخصائصهم العالية مديونٌ لها.. ولو أنهم كانوا أولاداً لعلي عليه السلام من غيرها لما كانت النعمة عليهم تامة كما هي .. بالرغم من أن لعلي عليه السلام خصائصه التي لا تقل عنها .
على أن في العالم التكويني للمعصومين عليهم السلام ما يتسع لارتباط نورهم بنورها، وتوجه قلوبهم تكوينياً الى مراكز النور الالهي .. وللزهراء مركزية خاصة فيه . ولعل المرجع الوحيد الخراساني يقصد هذا المعنى بقوله إن قلوب الأئمة عليهم السلام تتجه الى قلب الصديقة الزهراء عليهم السلام .
والبحث عن عالم النور الالهي ، الذي فتحت بابه سورة النور ، وموقع الصديقة الزهراء منه .. بحث طويل . أما لماذا لم يكن عبد الله وأبو طالب عليهما السلام حجة على الأئمة لحملهما لذلك النور ؟ فإن فرق الصديقة الزهراء عليها السلام عن عبدالله وأبي طالب رضوان الله عليهما.. أنها ليست مجرد حامل لذلك النور ، بل هي مركز لتطويره وتموينه بخصوصياتها الربانية ، وحورائيتها الانسية. وما اتصل لها من أبيها ، صلوات الله عليها وعلى أبيها ، وبعلها وبنيها .. سيما خاتمهم الموعود رحمة للعالمين .
وكتب ناصر العترة في20-7-2001، الحادية عشرة والثلث صباحاً:
اللهم صل على محمد وآل محمد .
بارك الله فيكم مولاي وسيدي وشيخي الغالي العاملي ، أدام الله ظلكم العالي وأمد في عمركم الكريم ، وأبعد عنكم كل شر ومكروه ، على هذه الكلمات المباركة الطيبة . أسال الله ان يحشركم وإيانا مع الصديقة الطاهرة المظلومة الشهيدة ، في يوم القيامة ، اللهم آمين ، ورحم الله الشاعر والخطيب الوائلي حينما قال فيها سلام الله عليها :
كيف يدنو الى حشاي الداء وبقلبي الصديقة الزهراء
من أبوها وبعلها وبنوها صفوة ما لمثلهم قرناء
لعن الله الظالمين لك ياسيدتي ومولاتي وأمي، من الأولين والآخرين الى قيام يوم الدين . . . .
وكتب هادم اللذات في 20-07-2001 م ، التاسعة مساءً :
شكراً جزيلاً لكم مولانا العزيز على هذا الجواب وعلى هذه الكلمات الولائية الجميلة والرائعة جداً. وأسأل الله أن يرزقكم وإيانا شفاعة السيدة الصديقة الشهيدة الزهراء سلام الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها ، وأن يطيل في عمركم الشريف ويحفظكم من كل سوء وينفع بكم المؤمنين.
وكتب 9 بدر في 20-07-2001 ، التاسعة والنصف مساءً :
السلام عليكم يا شيعة (أم أبيها) ورحمة الله وبركاته .
مع العاملي 100% ولست مع المفيد فاقبلوني معكما أو معكم . . . ولإزالة استغراب مولاي المفيد أقول إني لست معه في قوله (بل ظهر وغلب صوت شانئها) موافق على أنه (ظهَرَ) أما (غلبَ) فلا ولا ولا ولا . . .
مع العاملي المدافع عن أهل البيت عليهم السلام وهو يخرج مكنون صدره الملئ حباً لهم صلوات الله وسلامه عليهم ( أفكر أحياناً قائلاً في نفسي : لا وفق الله الذين أجبرونا على أن ننشغل في الدفاع عن إثبات أصل مقام أهل البيت عليهم السلام .. عن العيش في أبعاد مقامهم .. وعوالم عظمتهم .. إن مثلنا كمثل الذي يدافع عن الجواهر الغالية فينشغل بذلك عن معايشتها والاستضاءة بنورها ، والالتذاذ برؤيتها .. ترى .. هل سأفرغ مدة قبل موتي لألقي أحجاري .. وأشتغل بدل الدفاع عنهم .. بنظم قصائدي فيهم ..؟! وهل يمكن لي أن أجمع بين الدفاع عن أحب الخلق اليَّ .. وبين نظم المواويل فيهم .. أرجو دعاءكم ) .
مولاي العاملي .. ليس لنا إلا أن ندعو لكم بحق فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها وبالسر المستودع فيها أن يوفقكم لما تأملون ، فلا تطل التفكير وتوكل على الله .. تفقَّدْ واحات الأدب لعلها تترصع با"لأحجار الكريمة " التي تلقيها دفاعاً عن التي " بدت فأبدت عاليات الأحرف " صلوات الله وسلامه عليها .
وهل سمعت أن الحجةالأصفهاني تخلى عن جواهره أعني (أحجاره) الكريمة ؟
اعذروا تطفلي ، ففي صدري شقشقة لو هدرت لأقرت بأني مع العاملي ومع المفيد 100% ، ومع كل محبي فاطمة ، ونسألكم الدعاء .
مقالة لسماحة الشيخ علي الكوراني
بعنوان عائشة تشهد بأن فاطمة اصدق الناس لهجة بعد النبي صلى الله عليه واله وسلم
خلاصة :
كتب علي القاضي في الموسوعة الشيعية ، بتاريخ 6-2-2000 ، الرابعة عصراً ، موضوعاً بعنوان ( الزهراء .. أصدق الناس لهجة )، قال فيه : لقد منّ الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وآله بفاطمة عليها السلام ، التي تكونت نطفتها وانعقدت من غذاء النبي من ثمر الجنة
نص المقال :
كما أخرجه كل من السيوطي في ذيل تفسير قوله تعالى : سبحان الذي أسرى بعبده . . والتي كان صلى الله عليه وآله يشمها كلما اشتاق الى ريح الجنة. ( الحاكم في مستدركه :3 /156. والمحب الطبري في ذخائر العقبى ص36 و44 . والخطيب البغدادي في تأريخه : 5 /87 و12 /331 ). وأنها عليها السلام صدّيقة. كما أخرجه المحب الطبري في الرياض النضرة :2 /202 . وأنها خيرة الله . الخطيب البغدادي في تاريخه ج1 ص 259
فقد كانت سلام الله عليها بالإضافة الى ذلك كله أصدق الناس لهجة ، فقد روي عن عائشة أنها كانت إذا ذكرت فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وآله قالت : مارأيت أحداً كان أصدق لهجة منها ، إلا أن يكون الذي ولدها . ( الحاكم : 3 /160 ) وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم . وابن عبد البر في إستيعابه : 2/751. والحافظ الأصبهاني في حلية الأولياء :2 /41 ) .
ولكن رغم ذلك كله فلم يقبل الخليفة الأول قولها بملكية فدك ، وأنها حقها ! فهل يشك في مثل فاطمة ولايقبل قولها ؟!!
وكتب ذو الفقار بتاريخ 6-2-2000 ، السادسة مساءً :
أحسنت ورحم الله والديك يا أبا حسن .
قال العاملي : يناسب هنا أن نورد كلمات للمرجع الديني الوحيد الخراساني مد ظله ، في مقام الصديقة الزهراء سلام الله عليها :
( 1 )
قال عليه السلام : فمن عرفها ، يعني حق المعرفة ، فقد أدرك ليلة القدر.. فليلة القدر التي لاينالها أحد.. موجودةٌ هنا . .
بعد هذه الفقرة .. قال عليه السلام : ( إنما سميت فاطمة ، لأن الخلق فطموا عن معرفتها ) فأي شخصية هذه التي عز مقامها عن أن ينال الخلق معرفتها؟! لا بد لنا أن نتأمل في هذا الأمر.. بل هو مطلب ينبغي أن يتأمل فيه كبار مفكري الانسانية ، من أصحاب الأفكار الراقية ، التي بلغت مستوى عالياً من النضج والرشد .. ويتساءلوا عن حقيقة هذه المسألة ؟!
ليلة القدر.. ليلة تنزل القرآن .. التي يقول الله تعالى عنها أيضاً ( إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين ).. وها نحن نسمع في تفسير هذه الليلة المباركة التي يفرق فيها كل أمر حكيم.. أنها فاطمة ! وتلاحظون أن تعليل هذا المطلب جاء بتعليل تسميتها ( إنما سميت فاطمة لأن الخلق فطموا عن معرفتها ) ! وكلمة الخلق أوسع نطاقاً من كلمة الناس ، فهي تشمل الإنس والجن .. الى أن تصل الى الملائكة ( الذين أسكنتهم سماواتك ورفعتهم عن أرضك ) .. فحتى هؤلاء فطموا عن معرفتها !!
إذن ما الخبر ؟! ومن هي هذه الامرأة .. وما ذا فيها من حقيقة غيب هي أرفع من أن ينال معرفتها أصحاب العقول الراقية ..؟!!
من أجل فهم هذه المسألة لابد من عقل قوي تربى بالقرآن، واستدلال معتمد على أكثر الأدلة قطعية يعني القرآن .. بمساعدة السنة القطعية .. فلعله يستطيع أن يفتح نافذة صغيرة على هذا المطلب العظيم .
لأن الخلق فطموا عن معرفتها ..
لماذا ؟ وأي سر في شخصية فاطمة .. فطم الخلق عن معرفته ..؟!!
( 2 )
خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وقد أخذ بيد فاطمة ....
وردت هذه الرواية بمضامين مختلفة .. في مصادر الخاصة والعامة .. وهذا نص كلامه صلى الله عليه وآله : (من عرف هذه فقد عرفها ، ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمد ، وهي بضعة مني ، وهي قلبي الذي بين جنبي ، فمن آذاها فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ) !
أنظروا الى التعبير .. فمجلسنا والحمد لله يكفيه إلفات النظر فقط .. ما معنى أن يخرج النبي آخذاً بيد فاطمة .. ؟
إن عمل النبي هذا في حق فاطمة كعمله في حق علي يوم الغدير .. صلوات الله عليهم . في يوم الغدير أصعد النبي علياً معه على المنبر ، وأخذ بيد ذلك الرجل الفريد في العالم ورفعها ..
وفي هذا اليوم عندما خرج آخذاً بيد فاطمة الامرأة الفريدة في العالم.. قال: من عرفها فقد عرفها . . . ومن لم يعرفها فليعرفها .. لاحظوا كيف قدمها النبي صلى الله عليه وآله للأمة . . وعرفهم مقامها درجةً درجة . .
إن لكلام النبي صلى الله عليه وآله في أنفس مستمعيه وقارئيه جاذبيات خاصة متنوعة .. في المرتبة الأولى قال : بضعةٌ مني.. لاحظوا كلمة بضعة.. ثم انتقل من التنزل الى الترفع الى المرتبة الثانية فقال ( وهي قلبي الذي بين جنبي ) . .
وعندما يقول النبي ( أنا ) فالأنا هنا غير كلمة بدني .. البدن مضاف وضمير المتكلم مضاف اليه .. فهنا تعابير خاصة .. بضعةٌ مني .. وهي أبلغ من بضعة من بدني .. وقلبي الذي بين جنبي غير قلبي .. إنها قلب بين جنبي الشخص الذي ( إنيته ) مبدأ ومنشأ كل الفضائل البشرية .. (كنت نبياً وآدم بين الماء والطين ) .. قلب إنسان بهذه الصفة .. معناه أنه لو أخذت مني فاطمة .. فسأبقى بدنا بلا روح !
هذه الإمرأة .. الى أين وصلت حتى بلغت مقاماً كهذا .. صارت قلباً بين جنبي علم وعمل .. فجنب النبي الأيمن علم.. وجنبه الأيسر عمل .. علمٌ .. عنده تتلاشى كل علوم الأنبياء ! وعملٌ.. عنده تتلاشى كل أعمال الأولياء .. والقلب الذي بين هذين الجنبين .. هي الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء عليها السلام !! هنا يتضح سر النص الحديث القدسي في النبي والعترة: ( هم فاطمة وأبوها .. وبعلها وبنوها ) !
سيدتي ما ذا فعلت حتى صرت المحور والقطب ؟!
سيدتي ما ذا فعلت حتى صرت قلب عالم الوجود ؟!
سيدتي ماذا فعلت حتىصرت في مقام قال عنك خاتم النبيين صلوات الله عليه : ( من صلى على فاطمة فهو معي أينما كنت في الجنة ) !
إن العمل الذي عملته .. لايعرف كنهه وقيمته إلا الله تعالى .. وإلا الذين هم خزائن أسرار الله تعالى .. أنت تلك العظيمة التي يقول فيك الامام الصادق عليه السلام .. لو أن الناس حاولوا جادين أن يعرفوا كنه فاطمة لما عرفوها .. ( لأن الناس فطموا عن معرفتها ) !
إن ماذكرناه هو ألف باء المطلب.. ونصل من كلام الامام الصادق عليه السلام الى مرحلة ( اللهم إني أسألك بفاطمة وأبيها وبعلها وبنيها )!
تأملوا .. فكروا.. وتفهموا سر هذه الكلمات : ( اللهم إني أسألك بفاطمة وأبيها وبعلها وبنيها ) .. فالسؤال بفاطمة .. وأب فاطمة .. وبعل فاطمة .. وأبناء فاطمة .. ونختم هذا الدعاء بكلمة .. هي ختم الكلام ..
في معراج النبي صلى الله عليه وآله .. أخذوه الى شجرة طوبى .. وقطفوا له من ثمرها .. وأطعموه منها .. ومن هذا الثمر انعقدت نطفة فاطمة .. وفي هذه النطفة وضعوا جوهر روح .. اختارها الله تعالى أشرف ما في خزائنه من جواهر !! المسألة هنا .. ( والسر المستودع فيها ) .. فأي سر هذا السر .. الذي كان لابد له من مقدمات .. معراج النبي .. وأن يتناول من شجرة طوبى وثمار الجنة.. ليتكون البدن الذي يكون محلاً لهذا السر !!!
هذا السر .. يحتاج الى فرصة أخرى لبيانه .
( 3 )
يا بنت رسول الله .. أيتها الصديقة الطاهرة ..
من أنت.. والى أي مقام وصلت.. بحيث أن الذي يموت على ولايتك .. يصير قبره مزاراً لملائكة الرحمة ؟! فكيف يكون قبرك أنت ..؟!!
الذي يتشرف بموالاتك .. بعد أن يموت ويدفن وينام في قبره .. يطوف حوله ملائكة الرحمة كما تطوف الفراشات حول السراج ..!
ترى .. من الذين يطوفون حول قبرك أنت.. حيث حل جثمانك الطاهر...
أيها الفخر الرازي .. أيها الزمخشري .. هل فهمتما ماذا قلتما عندما قلتما وكتبتما عن فاطمة .. هل فهمتما أن رحمة الله التي وسعت كل شئ .. لاتشمل من آذى فاطمة ؟ وأن الذي يغضب فاطمة ولا يرتبط بولايتها بخيط ولاء ، يخرج عن مفهوم الشيئية .. ويستحق أن يكتب على جبينه : منقطع عن الله ، آيس من رحمة الله ..
أيها الفخر الرازي .. هل فهمت ماكتبت .. ؟ كتبت أن الايمان وجوداً وعدماً .. هذه واحدة .. وقلت .. الايمان كمالاً ونقصاً .. يرتبط بمحبة فاطمة الزهراء ..هل فهمت لوازم ما قلت وكتبت ..؟
أنت قلت . . وصححت .. وأمضيت .. أن النبي صلى الله عليه وآله قال : ( من آذى فاطمة فقد آذاني .. غضب فاطمة عضبي ... ) .
هنا .. أمام هذه الكلمات .. أتكلم دقائق فقط في بعض أبعاد هذا الحديث الشريف الذي أورده الفخر الرازي في تفسيره ، ونسبه الى النبي على نحو القطع بدون ترديد فقال ( قال رسول الله صلى الله عليه وآله . . . ) ..
قصة هذا الحديث أنه ورد أو صدر بعدة صيغ .. فبعض صيغه بلفظ
( رضا فاطمة رضاي .. وغضب فاطمة غضبي ) وفي صيغة أخرى ( إن الرب يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها ) وفي صيغة أخرى ( إن الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها ) . والحديث من ناحية السند مفروغ عنه.. فلايوجد أحد من أهل الجرح والتعديل تردد في تصحيحه.. حتى رأس النقاد السنيين وإمام المدققين عندهم شمس الدين الذهبي ، صححه بلفظ ( إن الرب يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها ) !!
ترى هل فهموا ماذا رووا وما كتبوا ... وأن معنى هذا الحديث أن فاطمة لها مقام العصمة .. نعم مقام العصمة .. لكنها ليست كعصمة يعقوب وعصمة ويوسف ، ولا كعصمة موسى وعيسى .. بل ولا كعصمة ابراهيم.. عليهم السلام .. عصمة .. وصلت اليها فاطمة وحدها ، هي العصمة التي هي من شأن النبي الخاتم صلى الله عليه وآله ..!
إن الرب ليغضب لغضب فاطمة ويرى لرضاها.. وسؤالنا للفخر الرازي هو : إذا لم تكن فاطمة معصومة من الخطأ ، ومعصومة من الهوى.. فإن أقل انحراف في رضاها وغضبها عن نقطة الحق المستقيمة.. يوجب قهراً أن يتعلق رضا الله تعالى وغضبه بالباطل ..!! وعليه .. فإنه بحكم البرهان تكون الصديقة فاطمة وصلت الى ذلك الأفق المبين ، واتخذت منزلاً في ذلك المقام المكين .. هناك حيث كل العقول تتعطل عن العمل ..
ليس الوقت الآن وقت بيان ماهي العصمة .. المسألة هنا فوق العصمة.
أرجو أن تنتبهوا .. ماهي العصمة ؟ العصمة أن يصل الانسان الى مستوى يرتفع غضبه ورضاه عن حد الحيوانية ويصل الى حد العقلانية .. ثم لابد أن يعبر عن حد العقلانية الى حد الربانية .. فيكون رضاه رضا الله وغضبه غضب الله.. هناك يصل الانسان الى مستوى أنه يغضب حيث يغضب الله تعالى ، وحيث يرضى الله تعالى يرضى هو !!
لكن المسألة هنا فوق هذا .. فتارة نقول إن فاطمة وصلت الى مستوى صارت بحيث تغضب حيث يغضب الله تعالى وترضى حيث يرضى الله تعالى . .
لكن الذي قاله النبي صلى الله عليه وآله موضوع آخر .. قال إن الله يغضب عندما تغضب فاطمة ، ويرضى عندما ترضى فاطمة !!
هنا يقف جواد العقل البشري .. ولو كان جواده كميتاً ..
( 4 )
اتفقت كلمة أئمة التفسير والحديث على ما أقوله اليوم ، وخلاصته : عندما خرج النبي صلى الله عليه وآله للمباهلة مع نصارى نجران .. خرج وعليه مرط أسود .. في ذلك اليوم الموعود .. وبعد أن أقام عليهم الحجة بالبرهان العلمي القاطع بالوحي وقوله تعالى (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ) بعد هذه البرهان وصل الأمر الى المحاجة والمباهلة !
المطلب عندكم واضح ، لكن المهم هو أن نعرف رواية السنيين للحديث ، وما نذكره هو من أتقن الروايات التفسيرية والحديثية ، ولا يختص باعتقادنا نحن الشيعة ومصادرنا . .
وما ينبغي توضيحه من الموضوع هو: لقد وصلت القضية الى المباهلة .. فما هي حقيقة المباهلة ؟ حقيقتها تتضح من قول رأس النصارى الذي سيأتي.. خرج رسول الله وعليه مرط أسود.. وقد حمل الحسين عليه السلام على صدره واحتضنه !
الامام الحسين في ذلك الوقت كان في سن يستطيع أن يمشي .. لكن لأمر ما خرج النبي صلى الله عليه وآله بهذه الصفة .. محتضناً الحسين .. آخذاً بيد الحسن يجره الى جانبه ..لاحظوا تعبير النص بدقة ..
النبي في الأمام محتضناً الحسين، آخذاً بيد الحسن.. وخلفه فاطمة الزهراء . .
وخلفها علي بن أبي طالب ..
إنه نفس النبي الذي قال فيه الله تعالى ( وما ينطق عن الهوى ).. وهي آية ليست عادية .. فالذي لاينطق عن الهوى .. لايفعل عن الهوى .. إنه نفس النبي الذي يقول فيه الله تعالى (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) .. إنه نفسه الذي سنته ليست فقط قوله .. بل سنته فعله .. سنته تقريره .. وكل حركاته وسكناته سنة ..كل أطواره وأحواله سنة ..وكل ما يرتبط بمقام ( فدنا فتدلى فكان قاب قوسين أوأدنى ) !! إنه خلاصة العالم .. وإنه النبي الخاتم .. وجوهر الوجود ، والشخص الاول في عالم الكون ..
إن شخصاً من هذا النوع .. النظرة الواحدة منه عالم من الحكمة .. وكل عمل منه ربيع ملئ بالمعرفة .. وعندما يكون هو في المقدمة وفاطمة خلفه وعلي خلفهما .. فهذا عمل له معنى .. ومعناه : أن فاطمة هي البرزخ بين النوة الكبرى والولاية العظمى .. معناه أن فاطمة فيها جنبة القطب والمحور ..
ولها موقع المركزية بين مقام الوحي الأعظم وتبليغ الوحي . . وبين مقام تفسير الوحي . . فأمام فاطمة النبي وتبليغ الوحي . . ووراءها تفسير الوحي ..
هذه فاطمة الزهراء..هذه مجهولة القدر عند جميع العوالم ..هكذا خرج رسول الله صلى الله عليه وآله الى المباهلة.. فماذا كان التأثير ، وماذا حدث ؟
عندماجاء رئيس أساقفة نجران في وفد علماء النصارى وشخصياتهم، ورأى هذا المنظر ، لم يملك نفسه أن قال : والله إني لأرى وجوهاً لو أقسمت على الله أن يزيل الجبال لأزالها من مواضعها ..
وجوهٌ إذا حركت شفاهها بالدعاء.. أو مدت أيديها الى السماء.. لامتلأ الوادي على وفد النصارى ناراً .. ولما بقي نصراني على وجه الأرض !!
ياليت أن فهم هذا الأسقف النصراني كان توأماً مع نقل الفخر الرازي!
لكن مع الأسف فإنا نرى نقل الحديث من الفخر الرازي .. بينما درايته من الأسقف النصراني . . ! ! وهذا بذاته مصيبة كبرى !
قال الأسقف النصراني لقومه يجب أن نعمل بكل وسيلة لكي لا يرفع هؤلاء أيديهم بالدعاء !!
وكان النبي صلى الله عليه وآله قال لفاطمة وعلي والحسن والحسين: ( إذا دعوت فأمنوا ) !! التفتوا الى هذه الكلمة .. ما معنى هذه الجملة أيها الفخر الرازي ؟ أيها الزمخشري ؟ أيها البيضاوي ..؟
معناها أنه : أن النبي يقول عملي تطبيق لأمر الوحي بقوله تعالى (فمن حاجك فيه من بعد ماجاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين ) فأوجب أن يجتمع هؤلاء .. ولذا قال لهم النبي : إذا دعوت فأمنوا .. ومعنى هذا أن دعائي بصفتي خاتم النبيين مقتض .. لكن شرط فعلية اقتضاء المقتضيي أنفاس فاطمة الزهراء .. فلا بد أن ينضم آمينها الى دعائي .
هكذا قرر الوحي .. وهكذا قررت السنة .. أن دعاء الزهراء شرط لدعاء النبي صلى الله عليه وآله .. والمقتضي محال أن يؤثر بدون شرطه .. ففي هذا المقام مقام مباهلة النبي صلى الله عليه وآله مع النصارى.. لا بد مع رفع النبي يديه نحو السماء أن ترتفع معه أيدي أربعة آخرين.. حتى يستجاب الدعاء ويتحقق المطلوب .. !! وما دام الأمر هكذا .. فياترى ماهو علي ؟ وماهي فاطمة ؟ وماهو الحسن بن علي ؟ وما هو الحسين بن علي ؟!!
( 5 )
من ابن قتيبة . . الى محمد فريد وجدي ..كتبوا ..
كتب وجدي في دائرة معارفه أن عمر جاء الى باب بيت علي فقال : ياعلي أخرج فبايع وإلا أحرقت عليكم هذا البيت بمن فيه !
من الذين كانوا في ذلك البيت ؟! أيها الفخر الرازي .. أيها القاضي البيضاوي.. أيها الزمخشري .. يا جلال الدين السيوطي .. أنتم رجال فهم.. فلماذا هنا لم تفهموا .. هذا الشخص الذي جاء الى هذا البيت .. وقال يا علي أخرج ، وإلا حرقت عليكم الدار بأهلها ..؟!
فلله الحجة البالغة .. قيل لعمر : إن في البيت فاطمة ! ففي ذلك معنى كبير . . يعني داخل هذا البيت تلك التي قال فيها النبي صلى الله عليه وآله ( من آذاها فقد آذاني .. ومن آذاني فقد آذى الله ) !
كتب ابن قتيبة .. وكتبوا كلهم أن عمر قال : وإن .. وإن !!
وإذا كان الأمر كذلك فعندي سؤال : انتبهوا فوالله مهما بكى البشر لهذه المصيبة فهو قليل .. سؤالي : أي بيعة هذه التي هاجم البييت من أجلها وقال لعلي أخرج وبايع ..؟! إنها تلك البيعة التي قال عنها نفس هذا الذي أراد إحراق البيت من أجلها . . قال عنها ( بيعة أبي بكر فلتة وقى الله المسلمين شرها ) .
لقد تمت الحجة علىكل العالم .. فنفس ذلك الشخص الذي جاء ليحرق بيتا فيه فاطمة وعلي والحسن والحسين .. نفسه قال كما في البخاري .. إن بيعة أبي بكر كانت فلتةً وغلطاً وخطيئةً وقى الله الأمة شرها !!
أيها الرجل.. إذا كانت البيعة هذه البيعة .. باعترافك أنت ..!! فلماذا ؟!!
أيها العلماء السنيون .. هذا الرجل الذي قال تلك الكلمة هل هو عاقل أم مجنون ..؟ إن كان مجنوناًً فهو بحث .. وإن كان عاقلاً .. فإن إقرار العلاء على أنفسهم جائز !!
الله أكبر.. تلك البيعة التي اعترف ذلك الشخص بأنهاكانت غلطاً.. جاء ليحرق فاطمة الزهراء من أجل حفظها! ترى..هل يوجد مظلوم في العالم أكثر من هذه الحرة .. ؟ والله كلما فكرنا لانرى أعظم من هذه المصيبة !!
( 6 )
سر .. هي سر .. سر الله الأعظم ..
كان قلبها سراً .. وما في ذلك القلب كان سراً ..
ألمها كان سراً .. لونها كان سراً ..
ما تحملته كان سراً ..
قدرها كان سراً .. مقامها سراً ..
سرٌّ في سر .. وحتى القبر الذي حوى جثمانها كان سراً ..
ماذا فعلت يابنت رسول الله حتى صرت سر الله .. والى أي مقام وصلت؟!
الذي أستطيع أن أقوله إن العمل الذي قامت به فاطمة أحيت به من آدم الى النبي الخاتم . . العمل الذي عملته . . به أحيت اسم الله تعالى . .
عملت عملاً .. به أحيت كل حرمات الله تعالى ..
عندما يموت المؤمن .. أول تحفة يقدمونها له في الجنة أنهم يقولون له : كل من شارك في تشييع جنازتك مغفور له ..
فاطمة تعرف ذلك .. لكنها قالت : ياعلي لاتُعلم بموتي أحداً منهم !
هذا العمل وماأحدثه.. جدير بأن نفكر فيه كثيراً .. لنعرف ماذا حدث..؟
عندما غادر النبي الدنيا صلى الله عليه وآله .. كانت فاطمة في كامل النشاط وغاية السلامة .. وبعد مضي خمس وسبعين يوماً لحقت به الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام .. وفي الليلة التي غسلوا جثمانها قالوا إنها كانت من ضعفها كالخيال! يعني أن جسدها الذي وضعوه على المغتسل كان كالشبح !! لم يبق إلا نفَسٌ خافتُ ... أومقلةٌ إنسانها باهتُ !!
( 7 )
هذه فاطمة الزهرا .. هذه الإنسية الحورا .. هذه الصديقة الكبرى ..
هذه الانسانة التي هي قطب دائرة النبوة العظمى والولاية الكبرى ..
والله إن قدر فاطمة الزهراء مجهول في كل العالم ..
أن يكون قدرها مجهولاً في مراكز السنيين وبلادهم .. ليس فيه حسرة .. لكن في دولة فاطمة .. هنا دولة الزهراء .. هنا بلد فاطمة ..
في دولة فاطمة الزهراء .. من أجل ذكرى جم .. من أجل نوروز العجم.. عطلةٌ رسمية طويلة .. لكن من أجل يوم شهادة فاطمة الزهراء لايوجد تعطيل رسمي ليوم واحد ! المجهولة قدراً .. المجهولة قدراً ..
أما متى يعلم مقام فاطمة ويعرف قدرها . . ؟ يعرف قدرها في ذلك اليوم الذي تبعث من تربتها.. يقول حجة الله.. فيبعث الله تعالى لاستقبالها سبعين ألف ملك بلواء التكبير ، وسبعين ألف ملك بلواء التسبيح يرافقونها حتى تستقر في مقرها .. هذا النوع من التكريم والتقدير الالهي لم يصدر أمر الله بمثله لابراهيم أب الأنبياء .. ولا لموسى بن عمران .. ولا لعيسى بن مريم .. مع أن خزائن الله لا تتناهى ..
إنه يفتح لفاطمة اعتبارا غير محدود .. يأتيها جبرئيل فيقول لها : سلي حاحتك تعطين . . . ولا حد لهذه الحاجة . . مهما شئت فاطلبي . . فماذا تطلب فاطمة من الله تعالى ؟
أرجو الدقة في هذا الموضوع أيها العلماء .. أنتم أهل دقة ففكروا .. وانظروا الى رقي هذه المسألة . . ؟ الطلب من الله تعالى في ذلك اليوم هو الجزاء .. والجزاء غير العمل .. ولكن فاطمة .. عندما يقال لها أطلبي حاجتك من الله تعالى .. تقول : اللهم أرني الحسن والحسين ! إنها تريد أن ترى العمل قبل الجزاء .. يعني إلهي أرني الذي عملته كما هو ، ليكون الجزاء متناسباً معه . . فيأتونها بالحسن والحسين وأوداج الحسين تشخب دماً !!!
( 8 )
دخل النبي صلى الله عليه وآله الى بيت فاطمة .. فرآها وعليها كساء من وبر الابل !! نظر اليها فرأى حالتها . . رأى ابنته التي امضت ليلها في محراب عبادتها ولم تكد تنم . . وفي الصباح بدأت بعملها .. وهذا لباسها ، فانكسر قلبه لها ودمعت عيناه . .
انكسار قلب النبي صلى الله عليه وآله ليس أمراً عاديا ساذجاً .. وعندما يجري دمع النبي.. فإن دمع باطن الوجود يجري .. فبكى رسول الله وقال لها: إصبري على مرارة الدنيا ..
ما نقله السيوطي وابن الدلال وابن النجار والبقية.. لانفهم منه ماذا كانت القضية وماذا جرى.. القدر الذي نفهمه أن النبي صلى الله عليه وآله خرج من عندها فنزل عليه جبرئيل بقوله تعالى ( ولسوف يعطيك ربك فترضى ) !!
( 9 )
الرجل الفريد في العالم .. الذي لم تستطع خيبر أن تخضعه .. ولا استطاع الخندق أن يحني ظهره .. الذي أمضى ليلة المبيت على فراش النبي على هولها ، فلم يخف . . نراه في ليلة موت فاطمة . . منكسرا لا حيلة له !!
قلَّ يارسول الله عن صفيتك صبري ..إنها شكوى لم يشكها الى أحد.. فلم يكن عنده من يبث اليه ما لاقاه .. إلا الذي خاطبه بهذه الآهات .. قل يا رسول الله عن صفيتك صبري ..
ماذا جرى حتى دفنت فاطمة الزهراء ليلاً ؟
ماذا حدث.. حتى صار الأمر هكذا .. ؟! إنها حادثة من نوع لا يستطيع الانسان أن يكون مسلماً ويغمض عينه عنها، إلا أن يكون في إسلامه خلل !
وهل يمكن لإنسان أن يؤمن بنبوة النبي صلى الله عليه وآله .. ثم يتساهل في مظلومية فاطمة الزهراء والصديقة الكبرى ، محور آل العبا ، وحرمة الرسول والله في أرضه .. ويغمض عينيه عن قصة دفنها ليلاً ، وعن الجناية التي ارتكبوها في حقها ..؟! إنها هذه الجناية يجب أن تكون محور البحث بين جميع عوامنا وجميع خواصنا .. ترى ماذا كان .. وماذا جرى ، حتى وصل الأمر الى شهادتها .. ؟!
اللهم اغفر لنا .. ولا تجعلنا شركاء في ظلم فاطمة الزهراء .. اللهم اغفر لنا حتى لانكون مسؤولين في مقابل ذلك الأنين ، وتلك الدموع ، وتلك الآهات التي عاشت بها فاطمة .
كتب المفيد في شبكة هجر، بتاريخ 13-7-2001 ، موضوعاً بعنوان ( الشيخ العاملي.. ومن يحب أن يشارك .. في رحاب المصاب )، قال فيه : السلام على الجميع ورحمة الله وبركاته .. أشعر بأن الشبكات قد فقدت رونقها العلمي السابق، فلم نعد ندخل ونستفيد كما كنا في السابق وقد اشتعلت الشبكات بالمهاترات والكلام فيما لا ينفع والغيرة على الشخصيات من دون التفكير في الطائفة ، وشخصنة الحوارات ، على قولة العاملي ..
المهم . . آثرت أن نستفيد من الأخوة في هذا الموضوع . . قولهم صلوات الله عليهم : نحن حجج الله عليكم وفاطمة حجة علينا ..
ماذا تفهمون من هذا الكلام يا مولانا ؟ نرجوا الإفادة ..
وكتب محمد المفيد في 14-07-2001 م ، الحادية عشرة ليلاً : في انتظار الجواب .
وكتب العاملي في 15-07-2001 م ، الثامنة والنصف صباحاً :
جزاك الله خيراً أيها الأخ المفيد ، فقد عشت ببركة سؤالك .. بعض الوقت مع أحاديث نور النبي وأهل بيته الأطهار صلوات الله عليهم .. وتأملت في عدد منها ..
في خلق العالم من هذا النور . . وهي حقيقة تنص عليها الأحاديث النبوية الشريفة ، وأعتقد شخصيا بها ، وهي قضية يصعب استيعابها على الانسان العادي .
وفي مسيرة هذا النور في عوالم الوجود .. حتى افترق في أبناء عبد المطلب.. فكان في عبد الله وأبي طالب .. رضوان الله عليهم ، ثم اجتمع في فاطمة وعلي عليهما السلام ، ثم اتسق في منظومة الامامة التي قدرها الله تعالى منذ الأزل بعد آخر نبوة .. وشاءها شعلة وهاجة الى يوم الدين ..
أعتقد أننا لم نكتشف إلا القليل من عظمة هذه المنظومة الربانية ، وأن الله تعالى جعل ثقل حقيقتها من غيبه المنكنون .. وجعل أكثر مايسمح بمعرفته للناس ، مؤجلاً الى ظهور ختام المنظومة المحمدية .. الذي يملأ العالم بنور الاسلام .. ويملأ الله العالم بنوره مشكاته الرباني .
أيها الأخ المؤمن ، إن موقع الصديقة الزهراء سلام الله عليها من هذه المنظومة .. أنها حلقة الوصل لعودة وحدة النور في مساره وخطط الله فيه .. وهي بهذا المعنى حجة ربانية تكوينية على الأئمة المعصومين من ذريتها .. الذين تختلف الحجج عليهم عن الحجج علينا .
هذا معنى من معاني أنها حجة الله على المعصومين .. ومعنى آخر.. يعتقد به الوحيد الخراساني مد ظله الشريف ..أن الأئمة عليهم السلام .. قلوبهم متعلقة عملياً بالصديقة الزهراء عليها السلام .. وهو معنى من عالم الحياة الروحية، والفيض الرباني على عباده المعصومين ..
ختاماً .. أرانا بحاجة الى عدم الاسترسال .. فالتقية مستحبة أيضا أمام بعض الشيعة .. والله يرعاك .
صلوات الله عليك أيتها الحوراء الانسية.. والصديقة المرضية .. والشهيدة المضطهدة .
وكتب الموسوي في 15-7-2001 م ، التاسعة إلا ثلث صباحاً :
الأستاذ العاملي حفظه الله .. جزاكم الله ألف خير .. وبحق إجاباتكم رغم اختصارها فإنها تفتح آفاقا واسعة للتفكير لاستكشاف نقطة صغيرة في العالم الكبير لأسرار آل محمد صلوات الله عليهم .
والتقية أمام الشيعة وردت أكثر ما وردت في أحاديث الفضائل، حيث كان الأئمة عليهم السلام يخصون بعض أصحابهم بأسرارهم ، كسلمان الفارسي ، وجابر الجعفي، ويونس بن عبد الرحمن، رضوان الله تعالى عليهم .
وكتب محمد المفيد في 15-7-2001 م ، التاسعة صباحاً :
شكراً جزيلاً شيخي ومولاي علىهذه السطور الذهبية، التي تشع بنور الولاية العظمى .. نعم هذا الشيخ العاملي الذي عرفته منذ القدم .. أتذكر هذا الأسلوب تماماً وأنا إلى جانبكم في أول مرة تقع عيني على الكعبة المشرفة بمعيتكم ، ولا تزال كلماتكم يرن صداها في مسمعي ، وأنت متوجه بعينيك الى الكعبة المشرفة وقد توقفت قليلاً عند بداية الصحن المكي الشريف.. بهذا الأسلوب الذي لا يزال يفتح لنا الآفاق الروحية والعلمية، جئت اليوم تدلق علينا من معينك الصافي، تعرب عن بعض ما من الله عليك من معرفتها بالإشارة الخفية والجلية.. فشكراً جزيلاً لك ..
وفعلاً سأستفيد وأبني على ما تفضلت به في ليالي الفاطمية القادمة .. فأنت هبة الأئمة في عالم الإنترنت ، في عهد ضاعت فيه صرخات الصديقة الطاهرة، وغاب من يشدو بحقيقتها ، بل ظهر وغلب صوت شانئها . . روحي فداها ولا زلنا نطمع منكم المزيد ، ومن باقي الأخوة ، فهو حق أمَنا علينا ، في أيام مصابها .
وكتب العاملي في 15-7-2001، الحادية عشرة وعشرة دقائق صباحاً:
أشكركما أيها الفاضلان العزيزان .. المفيد والموسوي ، وقد استخرت الله على أن أبثكما شكوى من عالمي الداخلي ..
أفكر أحياناً، فأقول في نفسي : لا وفق الله الذين أجبرونا على أن ننشغل في الدفاع عن إثبات أصل مقام أهل البيت عليهم السلام .. وشغلونا عن العيش في أبعاد مقامهم .. وعوالم عظمتهم .. إن مثلنا كمثل الذي يدافع عن الجواهر الغالية .. فينشغل بذلك عن معايشتها والاستضاءة بنورها ، والالتذاذ برؤيتها ..
ترى .. هل سأفرغ مدة قبل موتي .. لألقي أحجاري .. وأشتغل بدل الدفاع عنهم .. بنظم قصائدي فيهم ..؟! وهل يمكن لي أن أجمع بين الدفاع عن أحب الخلق الي .. وبين نظم المواويل فيهم .. أرجو دعاءكم.
زرت الشيخ اسماعيل نمازي .. وهو صادق موثق من مرجع .. وحدثني عن ملاقاته لسيدي ومولاي صاحب الزمان روحي فداه.. فانشغل ذهني وما زال في أن أفهم وأستوعب .. مجرد فهم .. كيف يصل الانسان الكامل من هؤلاء العظماء صلوات الله عليهم .. الى أن يكون موضعاً لأسر ار الله تعالى ومظهراً لإرادته .. ينوي الشئ فيكون .. وينتقل في أرض الله ببدنه..كما ينتقل أحدنا بذهنه !!
كم هو الفرق بين متخصص في النبات .. ينظر الى نبتة أو شجرة .. وبين أبله يقف الى جانبه وينظر معه اليها ..؟ إنه نموذج مصغر للفرق بين من فهم شيئاً من مقام النبي والأئمة عليهم السلام .. وبين مسطحي الأذهان .. من السنة .. بل من الشيعة .
إن مثلنا عندما نبحث عن مقام الصديقة الزهراء سلام الله عليها والأئمة المعصومين عليهم السلام في دنيانا فقط .. كمثل الذي يبحث عن تأثير أشعة الشمس في غرفته فقط .. وكأن غرفته كل العالم .. وكل الكون الذي تشرق عليه الشمس .. الكون أوسع من هذا يا صاحبي .. والدنيا .. أصغر من مقام محمد وآل محمد .. صلوات الله عليهم .
تعود الناس في كل الشعوب أن ينظروا الى المرأة أنها أنثى .. فهذه حضارة الغرب .. لايمكنها أن تنظر اليها كإنسانة ! فهي عندهم إما أنثى .. أو قراضة خارجة عن الاستعمال .
كما تعودوا أن ينظروا الى المرأة أنها شر .. وهذه أمامك ثقافة اليهود وثقافة توراتهم الوثنية . . وقد عمت العالم المسيحي وغيره .. وهي تتحدث عن خطيئة حواء والحية وشر المرأة الذاتي !!
أما الصديقة الزهراء .. الانسانة الكاملة ..
والصديقة الزهراء .. الطاهرة المطهرة ..
والصديقة الزهراء .. أم الأئمة الاطهار ..
فهي مشروع الجواب الرباني . . الذي وأدوا إشراقته بدخان نيرانهم وطغيانهم !!
وكتب صوت الحكمة في15-7-2001 الحادية عشرة والثلث صباحاًَ:
شكراً يا شيخنا الجليل.. شكراً على هذه الكلمات النورانية في مولاتنا الزهراء عليها السلام .
شيخنا الجليل: هناك سؤال عن حديث للامام على عليه السلام عن النورانية لا أحفظ الحديث بالضبط ، ولكن مضمونها عن معرفة الامام على عليه السلام بالنورانية هل المقصود بها نور الله تعالى أو أهل البيت عليهم السلام . مع التفصيل إن أمكن .
وكتب أبو مهدي في 15-7-2001 ، الثانية عشرة ودقائق ظهراً :
آآآه ما أبعد الطريق إلى قدسها ...!
أيها الشيخ الفاضل أيها الأب الحاني .. لم نكأت الجرح ! ولماذا هذا الغور في المعرفة ؟ وكيف استطعت الدخول من بوابة النور إلى النور ؟ وأنت تعيش بين ظهرانينا.. إنه والله العجب ! إنتظر قليلا يا مولانا لعل البعض يرى من كوّة الباب ما يدله علي الحلقة ! إنتظر قليلا فلعل وعسى ، أقول لعل وعسى نصيب خيطاً من الضوء ينير لنا حالك الطريق .. أو نستزيد فنتوضأ وضوء أهل الجنة !
رويدك يا أبتاه لا تزج بنا في هذا العالم البرزخي فليس معنا إلا بطاقات .. صفراء . . باهتة . . يابسة . . تكاد أن تقع من فرط الجفاف . . فانتظر حتى حلول الربيع ! من ينتظر معي .. فإني من المنتظرين . . ؟
والصلاة والسلام عليك يا مولاتي يا سيدة نساء العالمين .
وكتب هادم اللذات في 17-07-2001 م ، الحادية عشرة صباحاً :
الشيخ الفاضل العاملي حفظه الله ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أولاً : أشكرك على هذه الكلمات الولائية الرائعة.
ثانياً : عندي استفسار حول ما ذكرتم ، أتمنى لو أحصل على إجابة له فإن لم يكن في المنتدى فعن طريق البريد .
شيخنا الفاضل قلتم : " إن موقع الصديقة الزهراء سلام الله عليها من هذه المنظومة .. أنها حلقة الوصل لعودة وحدة النور في مساره وخطط الله فيه ..
وهي بهذا المعنى حجة ربانية تكوينية على الأئمة المعصومين من ذريتها .. الذين تختلف الحجج عليهم عن الحجج علينا."
أقول : أرغب أن تتفضلوا علي بتوضيح ما يلي : ما المقصود بحجة ربانية تكوينيةعلى الأئمة عليهم السلام ؟ صحيح أن الزهراء عليها السلام ، كانت حلقة الوصل لعودة وحدة النور ، ولكن كيف يجعلها ذلك حجة على الأئمة عليهم السلام ؟؟
- ماهو وجه الإختلاف بين الحجج علىالخلق والحجج على الأئمة؟! ولماذا لم يكن عبدالله وأبو طالب عليهما السلام ، حجة على الأئمة ، لحملهما لذلك النور ؟
وكتب العاملي في 20-7-2001 م ، التاسعة إلا ثلث صباحاً :
الأخ العزيز هاذم اللذات .. بالنسبة الى قولك : ما هو وجه الإختلاف بين الحجج على الخلق ، والحجج على الأئمة عليهم السلام ؟ فإن حجة الله تعالى التي يحتج بها على عباده .. منها عام لكل الخلق ، ومنها خاص على كل عبد أو مجموعة بما يخصهم. ففي الكافي: 8/84 : عن الامام الصادق عليه السلام : إن الرجل منكم ليكون في المحلة فيحتج الله عز وجل يوم القيامة على جيرانه به فيقال لهم : ألم يكن فلاناً بينكم ، ألم تسمعوا كلامه ، ألم تسمعوا بكاءه في الليل ، فيكون حجة الله عليهم ) . انتهى .
مثلاً .. من حجج الله تعالى على رسوله محمد صلى الله عليه وآله أنه جعله خاتم الرسل وفضله على النبيين عليهم السلام ، وعرج به الى سماواته فأراه عالم ملكوته .. وأنزل عليه خاتم كتبه .. وأنعم عليه بذرية طيبة مباركة جعلهم من صديقة حوراء إنسية وجعلهم أئمة للأمة من بعده عليهم السلام .. وضمن له أن لايفترقا حتى يردا عليه الحوض .. الخ .
وحجته على الصديقة الزهراء عليها السلام الخصائص الفريدة التي وهبها والمقام العظيم الذي أعطاها إياه ..
وحجته على الأئمة عليهم السلام أنه جعلهم أئمة وحججاً له على خلقه وخصهم بما خصهم به .. ومن حججه عليهم أنه جعلهم من ذرية الصديقة المباركة فاطمة ، وأورثهم من نورها وخصائصها.. وجعل سيرتها قدوة لهم في التحمل والزهد والعبادة . . الخ .
أما معنى أنها حجة ربانية تكوينية على الأئمة عليهم السلام ؟ فلأن تكوينهم بخصائصهم العالية مديونٌ لها.. ولو أنهم كانوا أولاداً لعلي عليه السلام من غيرها لما كانت النعمة عليهم تامة كما هي .. بالرغم من أن لعلي عليه السلام خصائصه التي لا تقل عنها .
على أن في العالم التكويني للمعصومين عليهم السلام ما يتسع لارتباط نورهم بنورها، وتوجه قلوبهم تكوينياً الى مراكز النور الالهي .. وللزهراء مركزية خاصة فيه . ولعل المرجع الوحيد الخراساني يقصد هذا المعنى بقوله إن قلوب الأئمة عليهم السلام تتجه الى قلب الصديقة الزهراء عليهم السلام .
والبحث عن عالم النور الالهي ، الذي فتحت بابه سورة النور ، وموقع الصديقة الزهراء منه .. بحث طويل . أما لماذا لم يكن عبد الله وأبو طالب عليهما السلام حجة على الأئمة لحملهما لذلك النور ؟ فإن فرق الصديقة الزهراء عليها السلام عن عبدالله وأبي طالب رضوان الله عليهما.. أنها ليست مجرد حامل لذلك النور ، بل هي مركز لتطويره وتموينه بخصوصياتها الربانية ، وحورائيتها الانسية. وما اتصل لها من أبيها ، صلوات الله عليها وعلى أبيها ، وبعلها وبنيها .. سيما خاتمهم الموعود رحمة للعالمين .
وكتب ناصر العترة في20-7-2001، الحادية عشرة والثلث صباحاً:
اللهم صل على محمد وآل محمد .
بارك الله فيكم مولاي وسيدي وشيخي الغالي العاملي ، أدام الله ظلكم العالي وأمد في عمركم الكريم ، وأبعد عنكم كل شر ومكروه ، على هذه الكلمات المباركة الطيبة . أسال الله ان يحشركم وإيانا مع الصديقة الطاهرة المظلومة الشهيدة ، في يوم القيامة ، اللهم آمين ، ورحم الله الشاعر والخطيب الوائلي حينما قال فيها سلام الله عليها :
كيف يدنو الى حشاي الداء وبقلبي الصديقة الزهراء
من أبوها وبعلها وبنوها صفوة ما لمثلهم قرناء
لعن الله الظالمين لك ياسيدتي ومولاتي وأمي، من الأولين والآخرين الى قيام يوم الدين . . . .
وكتب هادم اللذات في 20-07-2001 م ، التاسعة مساءً :
شكراً جزيلاً لكم مولانا العزيز على هذا الجواب وعلى هذه الكلمات الولائية الجميلة والرائعة جداً. وأسأل الله أن يرزقكم وإيانا شفاعة السيدة الصديقة الشهيدة الزهراء سلام الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها ، وأن يطيل في عمركم الشريف ويحفظكم من كل سوء وينفع بكم المؤمنين.
وكتب 9 بدر في 20-07-2001 ، التاسعة والنصف مساءً :
السلام عليكم يا شيعة (أم أبيها) ورحمة الله وبركاته .
مع العاملي 100% ولست مع المفيد فاقبلوني معكما أو معكم . . . ولإزالة استغراب مولاي المفيد أقول إني لست معه في قوله (بل ظهر وغلب صوت شانئها) موافق على أنه (ظهَرَ) أما (غلبَ) فلا ولا ولا ولا . . .
مع العاملي المدافع عن أهل البيت عليهم السلام وهو يخرج مكنون صدره الملئ حباً لهم صلوات الله وسلامه عليهم ( أفكر أحياناً قائلاً في نفسي : لا وفق الله الذين أجبرونا على أن ننشغل في الدفاع عن إثبات أصل مقام أهل البيت عليهم السلام .. عن العيش في أبعاد مقامهم .. وعوالم عظمتهم .. إن مثلنا كمثل الذي يدافع عن الجواهر الغالية فينشغل بذلك عن معايشتها والاستضاءة بنورها ، والالتذاذ برؤيتها .. ترى .. هل سأفرغ مدة قبل موتي لألقي أحجاري .. وأشتغل بدل الدفاع عنهم .. بنظم قصائدي فيهم ..؟! وهل يمكن لي أن أجمع بين الدفاع عن أحب الخلق اليَّ .. وبين نظم المواويل فيهم .. أرجو دعاءكم ) .
مولاي العاملي .. ليس لنا إلا أن ندعو لكم بحق فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها وبالسر المستودع فيها أن يوفقكم لما تأملون ، فلا تطل التفكير وتوكل على الله .. تفقَّدْ واحات الأدب لعلها تترصع با"لأحجار الكريمة " التي تلقيها دفاعاً عن التي " بدت فأبدت عاليات الأحرف " صلوات الله وسلامه عليها .
وهل سمعت أن الحجةالأصفهاني تخلى عن جواهره أعني (أحجاره) الكريمة ؟
اعذروا تطفلي ، ففي صدري شقشقة لو هدرت لأقرت بأني مع العاملي ومع المفيد 100% ، ومع كل محبي فاطمة ، ونسألكم الدعاء .
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت نوفمبر 12, 2011 4:27 am من طرف يتيم فاطمة
» تِلكُم أمّ أبيها
الأربعاء أغسطس 10, 2011 9:28 pm من طرف يتيم فاطمة
» شذرات نبويّة.. على جبين فاطمة عليها السّلام
الأربعاء أغسطس 10, 2011 9:26 pm من طرف يتيم فاطمة
» يوم الوقت المعلوم
الإثنين يوليو 04, 2011 10:14 pm من طرف يتيم فاطمة
» اشراقات حسينية في الثورة المهدوية
الإثنين يوليو 04, 2011 10:09 pm من طرف يتيم فاطمة
» ملامح الدولة العالمية على يد الإمام المهدي عليه السلام
الإثنين يوليو 04, 2011 10:07 pm من طرف يتيم فاطمة
» أسماء وألقاب السيدة المعصومة
الإثنين يوليو 04, 2011 10:03 pm من طرف يتيم فاطمة
» علم السيدة المعصومة عليها السلام ومعرفتها
الإثنين يوليو 04, 2011 10:01 pm من طرف يتيم فاطمة
» ولادة السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام
الإثنين يوليو 04, 2011 9:58 pm من طرف يتيم فاطمة